206

Minhag al-ʿabidin

منهاج العابدين

Genres

============================================================

وتقوم على رأسه السادات والعظماء، ويتولى خدمته الألباء والحكماء، ويطلب مدحته العقلاء والعلماء ، ويمشي بين يديه الأكابر والرؤساء.. إذا أذن لسوقي أو قروي بمقتضى رأفة وعناية له في بابه حتى زاحم أولئك الملوك والسادات والأكابر والفضلاء في خدمته ومدحته، وجعل له مقاما من حضرته معلوما، ونظر إلى خدمته بعين الوضا وإن كانت مشوشة معيوبة.. أليس يقال له : لقد كبرت على هلذا الحقير المنة من الملك ، وعظمت عنايثه به، فإن أخذ هذذا الحقير يمن على الملك بتلك الخدمة المعيوبة، ويستعظم ذلك ويعجب به.. ألا يقال : إن ذلك لسفيهآ جدا، ومجنون لا يعقل شيئا؟!

ولما تقرر هذا.. فإن إلهنا سبحانه هو الملك الذي يسبع له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ، وإن من شيء إلا يسبع بحمده ، والمعبود الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها .

فمن الخدم على بابه : جبريل الأمين، وميكائيل ، وإسرافيل، وعزرائيل، وحملة العرش ، والكرويئون ، والروحانيون ، وسائر الملائكة المقربين ، الذين لا يحصي عددهم إلا الله رث العالمين في منازلهم الرفيعة، وأنفسهم الطاهرة، وعباداتهم العظيمة.

ثم من خدامه الذين على بابه : آدم، ونوخ، وابراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد خير العالمين، مع سائر الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، في مراتبهم المنيفة، ومناقبهم العزيزة الشريفة، ومقاماتهم الكريمة، وعباداتهم الجليلة الخطيرة ثم من العلماء : الأئمة الأبرار والزهاد في مراتبهم العظيمة الفاخرة، وأبدانهم النقية الطاهرة، وعباداتهم الكثيرة الخالصة المتظاهرة وأذك الخدم على بابه : ملوك الذنيا وجبابرتها، يخرون له على الأذقان ساجدين صاغرين، ويعفرون الوجوة في الثراب خاضعين، ويرفعون إليه حوائجهم باكين ضارعين، ويعترفون له بالعبودية ولأنفسهم بالنقص ساجدين 24

Page 240