============================================================
وهو حبيبك ووليك، وأن الدنيا نقيصة عقلك ، والعقل قيمتك.
وإما أنت من ذوي الهمم في عبادة الله تعالى والاجتهاد ، فحسبك أن الثنيا بلغ من شؤمها ما يمنعك من إرادتها، وتشغلك الفكرة فيها عن العبادة والخير، فكيف نفسها؟
وإما أنت من أهل الغفلة لا بصيرة لك تبصر الحقائق، ولا همة لك تبعث على المكارم، فحسبك أن الدنيا لا تبقى؛ إما أن تفارقها، وإما أن تفارقك ، كما قال الحسن رضي الله عنه : إن بقيث لك الدنيا. . لم تبق لها.
فأي فائدة إذن في طلبها، وإنفاق العمر العزيز عليها ؟! ولقد أحسن القائل: [من الوافر اليس مصير ذاك إلى زوال ؟!
هب الدنيا تساق إليك عفوا وشيكا قد تغيره الليالي فما ترجو بعيش ليس يبقى وما دنياك إلأ مثل ظل آظلك ثم آذن بارتحال( فلا ينبغي لعاقل إذن أن يخدع بها، ولقد صدق القائل فيما قال : (من الكامل) أحلام نوم أو كظل زائل إن اللبيب بمثلها لا يخدع 2 (2) حتى متى تسقى النفوس بكاسها ريب المنون وآنت لاو ترتع ؟
وأما الشيطان : فحسبك فيه ما قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله
عليه وسلم : وقل رب أعوذ باك من همزات الشيلطين * وأعوذ يك رب أن يحضرون فهذا خير العالمين وأعلمهم، وأعقلهم وأفضلهم عند الله تعالى يحتاج مع ذلك إلى أن يستعيذ بالله من شر الشيطان، فكيف بك مع جهلك ونقصك وغفلتك ؟!
وأما الخلق: فحسبك فيهم أنك لو خالطتهم ووافقتهم في آهوائهم.. آثآمت
Page 142