============================================================
والقسم الثالث : أن يأخذ من الحلال في حال العذر قذرا يستعين به على عبادة الله تعالى، ويقتصر على ذلك، فذلك منه خير وحسنة وأدب، فلا حساب عليه ولا عقاب، بل يستوجب عليه الأجر والمدحة؛ لقوله تعالى: أولكيك لهر نصيب متا كسبوا) وقال صلى الله عليه وسلم : 1 من طلب الذنيا حلالا ؛ أستعفافا عن المسألة، وتعطفأ على جاره، وسعيا على عياله.. جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر"(1)، وذلك لما قصد به هلذه القصود المحمودة لله سبحانه، فهاذه هده فاعلمها فإن قيل : فما شرط المباح حتى يصير خيرا وحسنة كما ذكرتم ؟
فاعلم : أنه يحتاج لكونه خيرا في الأصل إلى شرطين : أحذهما: الحال: والثاني : القصد : فالحال: يجب أن يكون في حال عذر ، وهو بحيث إن لم يأخذه تؤخذ نفسه(2)، وتفسيره : أن يكون حاله إن لم يأخذ ذلك المباح . . ينقطع بسببه عن فرضي أو سنة أو نفل ، فيكون ذلك أفضل من ترك المياح؛ فإن ترك مباح الدنيا فضيلة، وإذا كان الحال كذلك. . فهو حال العذر .
وأما القصد : فأن يقصد به العدة والاستعانة على عبادة الله سبحانه وتعالى، وهو أن يذكر بقلبه : أنه لولا ما فيه من التوصل إلى عبادة الله تعالى. . لما أخذت ذلك، فهذا ذكر الحجة، فلما حصل ذكو الحجة في حال العذر.. صار ذلك الأخذ من الدنيا الحلال خيرا وحسنة وأدبا وأما لو كان حاله حال العذر ولا يكون له هلذا القصد والذكر، أو يكون له
Page 139