فاتبعتموه . واعلموا أنه ولي نعمتكم في دينكم ودنياكم ؛ فأما دينكم فاستنقذكم الله به من النار ، وأما دنياكم فأعفاكم الله به من الرزق فما أكثره في أيديكم . ولم يكن الله ليجمع صحابة رسول الله يلالنه على ضلالة ، وقد وعدهم أن يهديهم الله عندما اختلف فيه من الحق ياذنه . فأطيعوا من اختاروا ، وقدموا من قدموا ، واعلموا أنكم اليوم من الحسن والسي ، والطاعة والمعصية ، على ما كان عليه آدم وإبليس فإن آدم نهي فيئس ، وإن ابليس أمر ففتن . أو لم يخرج الله آدم من خطيئته إلا بتوبته ؟ ولو شاء الله لم يجعل له من ذلك مخرجا . ولو كان ذلك كذلك جعل الناس عبادا يطيعون ولا يعصون ، أو يعصون ولا يطيعون . فاتقوا الله واعلموا أن وراءكم كلامي هذا في كلام كثير . وقال في ذلك : لعمري لئن مات النبي محمد
لما مات يابن القيل رب محمد1 وما كان ذاك الأمر إلا رسالة
ليبلغها والحادثات بمرصد فلما قضى من ذاك ما كان قاضيا
ولم يبق شيء فيه إلحاد ملحد دعاه إليه ريهآ فأجابهآ
فيا خير غوتي وياخير منجد ونحن على ما كان بالأمس بيننا
من الدين يهدي من أراد فيهتدي
ثم قام ابن أبي مران [كذا عنده ، وفي كتاب (الأكليل) : مران بن ذي عمير] وكان من سادات همدان (1) فقال : يا معشر همدان ! إنكم لم تقاتلوا رسول الله عهلة ولم يقاتلكم فأصبتم بذلك الحظ ، ولبستم به العافية ، ولم يسبق منه في
Page 158