372

============================================================

من حج عن الغير، أن للانسان أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة أو صوما أو صدقة أو غيرها، كذا في الهداية. بل في زكاة التتارخانية عن المحيط: الأفضل لمن يتصدق تفلا أن ينوى جميع المؤمنين والمؤمنات لأنها تصل إليهم، ولا يتقص من آجره شيء، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، لكن اسثنى مالك والشافعي العبادات المحضية كالصلاة والتلاوة فلا يصل ثوابها إلى الميت بخلاف غيرها كالصدقة والحج، وخالف المعتزلة فيه، وتمامه في فتح القدير.

اقول: ما مر عن الشافعي هو المشهور، والذي حرره المتأخرون من الشافعية: ل وصول ثواب القراءة للميت إذا كان بحضرته أو دعى له عقبها؛ لأن محل القرآن تنزل الرحمة والبركة، والدعاء عقبها أرجى للقبول، ومقتضاه أن المراد انتفاع الميت بالقراءة، لا حصول ثوابها له، ولذا اختاروا في الدعاء: "اللهم أوصل ثواب ما قراته إلى فلان". أما عندنا فالواصل إليه نفس الثواب، وفي "البحر": من صام أو صلى وجعل ثوابه لغيره من الأموات والأحياء جاز، ويصل ثوابها إليه عند أهل السنة والجماعة. وفيه: ذكر ابن حجر في (الفتاوى الفقهية) أن الحافظ ابن تيمية منع إهداء ثواب القراءة إلى النبي ي لأن جنابه الرفيع لا يتجرأ عليه إلأ بما أذن به، وهو الصلاة عليه وسؤال الوسيلة. وبالغ السبكي في الرد عليه، بأن مثل هذا لا يحتاج إلى إذن خاص، ألا ترى أن ابن عمر رضي الله عنه كان يعتمر بعد موته عن النبي بدون وصية؟ وحج ابن الموفق وهو من طبقة الجنيد عنه سبعين حجة، وختم ابن السراج عنه اكثر من عشرين آلف ختمة، وضحى عنه مثل ذلك. رد المحتار على الدر المختار 605/2، قلت: ولابن القيم كتاب (الروح)، ذكر فيه جواز إهداء قراءة القرآن إلى النبي وأورد أدلة مناسبة، بل إن ابن تيمية . ..

قلت: وللشيخ محمد العربي التباني رحمه الله تعالى رسالة تقل فيها تصوص المذاهب الأربعة على جواز إهداء ثواب قراءة القرآن للموتى عنوانها: إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصولها إلى الأموات.

37

Page 372