============================================================
عنها ميعدون [الأنبياء: 101]، لأن المراد عن عذابها .
اال وعن مجاهد رضي الله عنه: ورود المؤمن النار هو مسي الحمى جسده في الدنيا، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "الحمى من فيح جهم"(1)، وهو محمول على آن المؤمن تكفر ذنوبه في الدنيا بالحمى ونحوها لئلا يحس بألم النار عند ورودها لا أنه لا يراها في العقبى.
وقيل: المراد بالورود جثوهم حولها، كما يشير إليه قوله تعالى: ثم تنجى الذين أتقوا وندر الظلميت فيها شا} [مريم: 72]، هكذا ذكره صاحب الكشاف وهو من دسائس المعتزلة حيث أنكروا الصراط، وإلا فليس في الاية دلالة على جثو حولها، بل قوله: { وندر الظالميب فيها جثيا يدل على خلافه.
ثم من العقائد أن إنطاق الجوارح حق كما قال الله تعالى: { يوم تشهد عليهم السننهم وأيديهم وأجلهم يما كانوا يعملون) [النور: 24]، وقال الله تعالى: { حق إذا ما جاموها شهد عليهم سمعهم وأبصرهم وجلودهم ) الايتين [فصلت: 20، 21]. وعند المعتزلة لا يجوز ذلك، بل تلك الشهادة من الله تعالى في الحقيقة، إلا أنه سبحانه أضافها إلى الجوارح توسعا.
قلت: نحن نقول كذلك لأنه سبحانه يظهر هذا على طريق خرق البخاري في الرقاق، فتح الباري 415/11 وغيرها.
(1) (الحمى من فيح جهنم) البخاري 146/4، مسلم، السلام 78، 79. وانظر: القرطبي 138/11.
Page 290