============================================================
وكذا العجب.
نفسه بوضع الشيء في غير موضعه، قال الله تعالى: { فمن كان يزحوا لقله ريد فليعمل عملا صللحا ولا يشرله يعبادة رييه أمدا) [الكهف: 110]، أي لا شركا جليا ولا خفيا؛ وفيه إيماء إلى أنه إذا قصد الرياء والسمعة وقصد الطاعة والعبادة جميعا يوصف بالشركة مطلقا لغلبة أحدهما على الآخر، أو التسوية بينهما، فإنه يبطل أجره ويثبت وزره؛ لعموم حديث : "امن كان أشرك أحدا في عمله لله فليطلب ثوابه مما سواه، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك"(1)، وكذا حديث: "لا يقبل الله عملا فيه مقدار ذرة من الرياء"(2) .
(وكذا العجب)، أي وكذا حكم العجب في أنه يبطل أجر العمل الذي وقع فيه العجب.
وفي اقتصار حكم الإمام الأعظم رحمه الله على الرياء والعجب دون سائر الاثام إشعار بأن باقي السيئات لا تبطل الحسنات، بل قال الله تعالى : إن الحسنكت يذهبن السيعاة [هود: 114]، وذلك للحديث القدسي : اسبقت رحمتي غضبي"(3).
وقد خالفه شارخ حيث قال: وكذا غيرهما من الأخلاق السيئة يبطل أجور الأعمال الحسنة، واستدل بقوله عليه الصلاة والسلام: لاخمس يفطرن الصائم: الغيبة، والكذب، والنميمة، واليمين الكاذبة، والنظر (1) (من اشرك احدا) الترمذي تفسير سررة 18، احمد 466/3.
(2) (لا يقبل الله عملا فيه مقدار ذرة من الرياء) رواه ابن خزيمة مرسلا .
(3) (سبقت رحمتي غضبي) البخاري توحيد 5ه؛ مسلم توبة 16-14.
وحديث (اذا سالتم اله نسلوه الفردرس الاعلى) البخارى في الجهاد والتوحد.
Page 236