101

============================================================

فإن ذلك كله كلام اللله تعالى إخبارا عنهم، وكلام اللكه تعالى غير مخلوق، وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق، والقران كلام اللله تعالى فهو قديم لا كلامهم.

(فإن ذلك)، أي ما ذكر من النوعين (كله) على ما في نسخة، أي جميعه (كلام الله تعالى)، أي القديم (إخبارا عنهم)، أي وفق ما قد كتب من الكلمات الدالة عليه في اللوح المحفوظ قبل خلق السماء والأرض والروح، لا بكلام ادت حصل بعد علم حادث عند سمعه من موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن فرعون وإبليس وهامان وقارون وسائر الأعداء، فإذن لا فرق بين إخبار الله تعالى عن أخبارهم وأحوالهم وأسرارهم كسورة تبت وآية القتال ونحوها، وبين إظهار الله تعالى من صفات ذاته وأفعاله ال وخلق مصنوعاته كاية الكرسي وسورة الإخلاص وأمثالها، وبين الآيات الافاقية والأنفسية في كون كل منها كلامه وصفته الأقدسية الأنفسية.

ال ومجمل الكلام قوله على ما في نسخة (وكلام الله تعالى)، أي ما ينسب اليه سبحانه (غير مخلوق)، أي ولا حادث (وكلام موسى)، أي ولو كان مع ربه (وغيره)، أي وكذا كلام غيره (من المخلوقين)، أي كسائر الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين (مخلوق)، أي حادث بعد كونهم مخلوقين: (والقرآن كلام الله تعالى)، أي بالحقيقة كما قال الطحاوي رحمه الله لا بالمجاز، كما قال غيره، لأن ما كان مجازا يصح نفيه وهنا لا يصح.

ال وأجيب بأن الشرع إذا ورد بإطلاقه فيما يجب اعتقاده لا يصح نفيه (فهو قديم) كذاته (لا كلامهم) فإنه حادث مثلهم، إذ النعت تابع لمنعوته، ال وانما يقال: المنظوم العبراني الذي هو التوراة، والمنظوم العربي الذي

Page 101