406

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

ذهنا، وهي مكة وتوابعها، وأصل الأبطح والبطحاء : مسيل متسع فيه دقاق الحصى) وهلذا وما بعده لسان حاله أبرزه على لسان حالها، مبالغة في آن به من تلك الأوصاف ما لو كان لراحلته إدراك.. لكانت مثله فيها؛ لما تشاهده من حاله (يجفلها) أي: يزعجها ويقلقها (النيل) أي: أرض مصر عن الإقامة بها مع أنها وطنها ومرباها ؛ لشدة شوقها إلى التملي بتلك الأنوار، والتعفر بتراب تلك الآثار.

وبين (الإلف) و( الإجفال) جناس الطباق: (و) الحال أنه (قد شف) أي: شرب رطوبة جوفها، أو أتحل (جوفها الإظماء) أي : شدة العطش في طريقها، فهي راضية بهذه المشقة المؤدية إلى التلف في جنب ما آملته في تلك الحضرة من مزايا الإنعام وخفايا التحف ، ولأجل ذلك (296 أنكرت مضر فهي تنفر ما لا ح بناء لعينها أو خلاء (أنكرت) أرض (مصر) لأنها لا تؤمل فيها من تلك المواهب العلية معشار ما أملته في تلك الحضرة الأحمدية، والساحة المصطفوية المحمدية (ق) بسبب هلذا الإنكار المسبب عن ذلك الأمل (هي تنفر) - بكسر الفاء وضمها - أي: تجد في الهرب من مصر إلى تلك الحضرة العلية (ما) مصدرية ظرفية (لاح) أي: ظهر من أرض مصر (بناء لعينها أو خلاء) أي: فضاء، ولا ينافي هذا قوله: (بألوف البطحاء) لأنها تألفها لتقطعها حتى تصل إلى مطلوبها، فعند توجهها إليه تجد في السير، وتنفر إلى جهة مقصدها، سواء لاح لها في غير تلك الحالة بناء أو فضاء وفسر الشارح (الخلاء) بالحشيش الرطب ، ويوجه بنظير ما ذكرته أنها تجد في السير إلى جهة مطلبها وإن ظهر لها في غيرها قوتها الذي هو الحشيش الرطب، وهذذا فيه من زيادة المبالغة ما لا يخفى عظيم وقعه، للكن يبعده مقابلته ب( البناء) بخلاف ما ذكرته: وقوله: (أو المراد به: ما بين آبنية مصر، وهو أقرب) اه. هو في غاية البعد كما لا يخفى

Page 406