============================================================
(267 فأتتهم خيل إلى الخرب تختا ل وللخيل في الوغى خيلاء (ف) بسبب مكرهم ودهائهم (أتتهم) من قبله صلى الله عليه وسلم ما أوجب عود تلك الحبائل إليهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فلا يمكرون به مكرا ، ولا يكيدون به كيدا. إلا عاد عليهم، وكيف لا وكلما تحربوا لحربه، وحاولوا إخفاء آمره.. بدد الله جمعهم، وقتل سادتهم، وأظهر آمره عليهم، هو آلذى ايدك بنضره وبالمؤمنيت} فمن ذلك أنهم أتتهم (خيل إلى الحرب تختال) أي: يتبختر بها راكبوها تيها وعجبا (وللخيل) النفائس وعليها الشجعان (في الوغي) أي : الحرب، متعلق بقوله : (خيلاء) أي : كبر وترفع عن الوقوع في وهدة(1)، أو الاصطدام بنحو شجرة، وهلذا تذييل قصدت فيهم القنا فقوافي الط من منها ما شانها الإيطاء (قصدت فيهم) أي : في أبدانهم (القنا) أي : الرماح، جمع قناة، وفي هذه الاستعارة المشهورة في قوله تعالى : { جدارا يريد أن ينقض}(2) ولا ينافي ذلك عد كثيرين له من آنواع المجاز، باعتبار أن فيه إضافة الفعل إلى ما لا يصح منه، وهو الإرادة التي هي من صفات الحي ؛ لأن ذلك مبني على تشبيه ميله للوقوع بارادته له، والاستعارة مجاز علاقته المشابهة، ومن ثم قيل: زوج المجاز بالتشبيه فتولد بينهما الاستعارة، وهل هي مجاز لغوى أو عقلي؟ خلاف، والأصح: الأول؛ لأنها موضوعة للمشبه به، لا للمشبه ولا لأعم منهما، ف (أسد) في: رأيت أسدأ يرمي: موضوع للسبع، لا للشجاع ولا للحيوان الجريء (ف) بسبب قصدها لهم كانت (قوافي الطعن) أي : الطعنات المشبهة بالقوافي في تتابعها حال كون ذلك () الوهدة: الأرض المنخفضة (2) وهي: الاستعارة التصريحية التخييلية 457
Page 391