289

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

المدينة ومعه أبو بكر ومولاه عامر بن فهيرة، فأخذ بهم الدليل طريق الساحل، فمروا بقديد- قريب من رابغ- على آم معبد عاتكة بنت خالد الخزاعية، وكانت برزة، تسقي وتطعم، وكانوا في غاية القحط والجهد، فطلبوا منها لبنا ولحما يشترونه، فلم يجدوا عندها شينا، فنظر صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة(1) تخلفت عن الغنم لشدة الجوع ، فسألها : "هل بها من لبن ؟" فقالت : هي أجهد من ذلك ، والله ما ضربها فحل قط، فقال صلى الله عليه وسلم : " أتأذنين لي أن أحلبها؟ " قالت : نعم، إن رآيت بها حلبا. فاحلبها، فدعا بالشاة، فأعقلها ومسح ضرعها بيده وى الله فتفاجت ودرت، ودعا بإناء يشبع الجماعة، فملأه من حلبها، وسقى القوم حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب فيه مرة أخرى عللا بعد نهل، ثم تركه عندها وذهبوا، ذكر ذلك أصحاب السير وغيرهم: ومن أوصاف تلك الراحة الجليلة أيضا أنه لنالت النشاء الت اللاجة: اله نبع الماء أثمر التخل في عا م بها سبحث بها الحضباء ل ال ال و اا5 (نبع الماء) بها؛ أي: بسببها، وعدل إليها عن (منها) المتبادر؛ ليفيد أنه نبع تارة منها، وتارة ببركتها من غيرها أما الأول (2).. فقال القرطبي : (قصة نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم قد تكررت منه صلى الله عليه وسلم في عدة مواطن، في مشاهد عظيمة، ووردت من طرق كثيرة، يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد من التواتر المعنوي ، ولم يسمع بمثل هلذه المعجزة عن غير نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث نبع الماء من ين عظمه ولحمه وعصبه ودمه)(3 (1) الكسر- بفتح الكاف وكسرها - هو : الجانب (2) أي: نبع الماء من أصابعه (3) انظر " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم * (6/ 52)

Page 289