============================================================
صانه الحشن والشكينة أن تظ هر فيه آثارها البأساء (صانه ) ذلك (الحسن) لو انفرد، فكيف (و) قد انضم إليه (السكينة) أي: وقار الظاهر مع طمأنينة القلب وعدم تحركه بما يمتحن به من المؤذيات التي لا يسكن عندها غيره (أن تظهر فيه آثارها) هو ضمير الفاعل المتقدم رتبة، وهو (البأساء) أي: الشدائد، فلذلك لم يظهر عليه من تلك الشجة إلا غاية الطمأنينة ونهاية الجمال كما مر، فعلم أنه لما أودعه الله فيه من كمال الجمال وتمام البهاء في حالة السراء كهو في حالة البأساء. فلا تؤثر فيه البأساء ألبتة.
وتخال الوجوه إن قابلته ألبستها ألوانها الحزباء (وتخال) أي: تظن أنت (الوجوه إن قابلته) أي: عاينت وجهه، وجواب (إن) محذوف لدلالة ما قبله عليه، خجلت من فرط جماله، وتلونت بالألوان المختلفة، كما يشاهد ممن قوي خجله، حتى كأن تلك الوجوه عند ذلك التلون (ألبستها ألوانها) ضمير الفاعل المتقدم رتبة، وهو (الحرباء) المشهورة، ومن شأنها آنها تستقبل الشمس وتدور معها كيف دارت، وتتلون بالألوان العجيبة المختلفة فإذا شنت بشره وتداه أنهلتك الأنوار والأنواء (ف) بسبب هذذا الجمال الباهر المستلزم لباهر الإفضال والإحسان (إذا شمت) بالمعجمة، من: شمت البرق: نظرت إلى سحابه (بشره) آي: طلاقة وجهه (ونداه) أي: جوده، إذا تطلعت إلى مخايله ببصرك.. (أذهلتك) أي: أنستك ما أنت بصدده ( الأنوار) الباهرة التي تحصل لك من بشره عند رؤية وجهه (والأنواء)
Page 286