============================================================
يجوز دخولها على المقصور والمقصور عليه، فهي هنا داخلة على الأول على كل من الثالث والرابع، وأما على الأولين.. فا خصني) فيهما بمعنى أعطاني، والماضي قد يستعمل مرادا به الاستقبال أيضا تبيه آخر: ما تقرر من آن خص وما أخذ منه يفيد الحصر، وآنه يفيد في تحو: خصه بكذا قصره عليه قصر قلب تارة، وإفراد آخرى. هو المشهور أيضا، خلافا لمن فرق بين الاختصاص والحصر، وفي " القاموس" : (خصه بالشيء خصا وخصوصا وخصوصية وقد يفتح، وخصيصى ويمد وخصية وتخصة فضله بالوذ كذلك) ثم قال : (والتخصيص ضد التعميم) اه ولا يتوهم منه أن الاختصاص غير الحصر؛ لأنه لا يسمى فضله به إلا إن حصره فيه، ويؤيده قوله : (والتخصيص ضد التعميم) الصريح في أن التخصيص قصر العام على بعض آفراده. فتأمل ذلك كله فإنه مهم نفيس.
(زال) أي: تحول، فا زال) هنا تامة لا ناقصة (عن كل من رآه) مؤمنا في حياته صلى الله عليه وسلم، أو بعد موته في يقظة الرائي؛ لأن ذلك لا يقع إلا لأكابر الأولياء، أو في النوم على صفته التي كان عليها؛ لما مر أن ذلك يدل على الخير ورؤيته المخصوصة في الاخرة: (الشقاء) أي: جميع أنواعه، لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول، كما يشهد له الكتاب والسنة ، نحو : "أصحابي كالنجوم ، بائهم اقتديتم أفتديتم"(1) وما وقع لبعضهم مما يخالف ذلك تداركه الله فيه برحمته، فوفقه للتنصل من وصمته، وحباه بجعله من آحبته، ببركة حلول نظر نبيه صلى الله عليه وسلم ولما ذكر ذلك الوجه الكريم، وزوال الشقاء عن كل من رآه.. أتبعه بذكر صفات وخصوصيات له ذاكرا مع كل ما يناسبه، كما هو شأن البلغاء فقال : (1) قال ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير" (2/ 431) : (رواه عبد بن حميد من رواية ابن عمر، وغيره من رواية عمر وأبي هريرة، وأسانيدها كلها ضعيفة قال البزار : لا يصح هلذا الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، وانظر " تلخيص الحبير"(190/4).
Page 277