268

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة. خصت بالمعجزات العقلية الباقية!

ليراها ذوو البصائر، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: لما من الأنبياء نبي إلأ أغطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وخيا أوحاه الله إلى، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا "(1)، وفي معناه قولان غير متنافيين ؛ إذ يرجع حاصلهما إلى أن المراد : أن معجزات الأنبياء انقرضت باتقراض أعصارهم مع كونها حسية تشاهد بالأبصار، كعصا موسى، وناقة صالح، فلم يشاهدها إلا من حضرها، ومعجرة القرآن تشاهد بالبصيرة، وتستمر إلى يوم القيامة، لا يمر عصر إلا ويظهر فيه شيء أخبر بأنه سيكون، فكان من يتبعه لأجلها أكثر؛ إذ ما يدرك بالعقل يشاهده كل من جاء بعد الأول (19 ودعا للأنام إذ دهمتهم سنة من مخولها شهباء (و) من معجزاته أيضا أنه (دعا للأنام) مر تفسيره ، للكن المراد به هنا غيره ثم؛ إذهم هنا أهل المدينة ومن ضاهاهم (إذ) أي : وقت، أو لأجل أن (دهمتهم) أي : غشيتهم (سنة من) آجل (محولها) متعلق بما بعده؛ آي: شدة جدبها وقحطها (شهباء) أي: لا خضرة فيها ولا مطر، والسنة: زمن الجدب والمحل، ومطلق الزمن المخصوص، فعلى الأول (شهباء) توكيد، وعلى الثاني تأسيس وسبب دعائه: ما في " الصحيحين" : أن الناس أصابتهم سنة على عهده صلى الله عليه وسلم، فقام أعرابي وهو صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله؛ هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه وليس في السماء ق طعة سحاب، فما وضعهما حتى صار السحاب آمثال الجبال، فلم ينزل حتى أصابه المطر، واستمر إلسى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو غيره فقال: يا رسول الله؛ تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: " اللهم؛ حوالينا ولا علينا" فأقلعت السحاب، وخرجوا يمشون في الشمس، وسال وادي (1) البخاري (4981)

Page 268