264

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

تام إلا ما مر - مع ما فيه - من نحو: النفس بالنفس}، الذين قال لهم الناش إن الناس بالحر ونحو ذلك : أن شرط الجناس التام : أن لا يكون في اللفظ قرينة ظاهرة تدل على مغايرة معنى اللفظ المتحد، وهو متجه؛ لأنه مع فهم التغاير ليس فيه تعمية أصلا، ومبنى الجناس التام إنما هو التعمية على السامع ما أمكن، نظير التورية، ولم أر لأحد من أهل البديع في هلذا المبحث ما يشفي الغليل . فتأمله فإن قلت : ما ذكر في (شق) من الاختلاف إنما هو بالنظر لمتعلق الشقين دون موضوعهما، وذلك لا يكفي قلت : هذذا وإن كان ظاهر كلامهم إلا أنه لا يمنع من آن يلحق به اختلافهما من حيث المتعلق إذا تباينت به صورتهما (و) إنما شق له القمر؛ لأنه شق عن صدره حتى أخرج قلبه، ثم شق وطهر، فجوزي على ذلك ؛ إذ ( من شرط كل شرط) وقع في البدن لغرض مقصود أن يكون له (جزاء) آي: من برء من مرض أو غيره، فكذا هنا، لما روع صلى الله عليه وسلم بشق قلبه المرة بعد المرة، وبما حصل له من الخوف والتألم.. جوزي على ذلك بجزاء عظيم مشابه له في الصورة، وهو شق القمر الذي هو آظهر معجزاته وأبهرها بعد القرآن: وفي كلامه الجناس التام بين (شرط) و (شرط) إذ هما مختلفان معنى وحقيقة، ولا يقدح فيه كون الأول حقيقة نحوية، والثاني حقيقة عرفية، على أن الأول يحتمل أن يكون بمعنى العلامة، فيكون - مع كون الثاني بمعنى الجرح - كل منهما حقيقة لغوية، فجاء التجنيس التام اتفاقا، وبفرض أن أحدهما مجاز.. يكون فيه التورية، أو حقيقة أيضا - وللكنه أبعذ فهما من اللفظ - يكون فيه الجناس التام والتورية، ومر

ومنه: جزيته وجازيته بما صنع، جزاء ومجازاة

Page 264