227

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

معناه : وجدك ضالأ عما أتاك من معالم النبوة فهداك اليها ، ويؤيده قوله تعالن : ما كنت تدرى} أي : قبل الوحي ما الكتب} أي : القرآن ولا الإيمن أي : الدعاء إليه ولا الفرائض والأحكام ؛ إذ الإيمان يطلق عليها حقيقة، نحو : وما كان الله ليضيع إيمنكم} أي : صلاتكم إلى بيت المقدس ، كما يصرح به سبب النزول ، وما جاء مرفوعا : أي : وجدك ضالا عن جدك عبد المطلب حتى كاد الجوع أن يقتلك فردك إليه ، أو هو من : ضل الماء في اللبن إذا انغمر فيه ؛ أي : وجدك مغمورا بين كفار مكة فنصرك عليهم وأما قوله : { ووضعنا عنلك وزرك * الزى أنقض ظهرك}.. فاختلف المفسرون فيه على أقوال كثيرة ، بها يبطل الاحتجاج به للقول الساقط السابق آنفا، ومن أحسنها : أن المعنى : خففنا عنك أعباء النبوة التي أثقلت حقوقها والقيام بموجباتها ظهرك حتى كاد أن يكون له نقيض؛ أي: صوت، أو المراد: عصمناك من الوزر الذي لو تحملته صؤت ظهرك من ثقله، فسمى العصمة وضعا مجازا، أو رفعنا عنك آوزار أمتك التي أثقل ظهرك خوف غائلتها حتى أمنك الله تعالى ذلك في العاجل بقوله عز قائلا: وما كات الله ليعذبهم وأنت فيهم) ، وأعطاك الشفاعة فيهم في الآجل.

وأما قوله: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.. فاختلفوا فيه كذلك، وأحسن ما فيه أيضا قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إنك مغفور لك، غير مؤاخذ بذنب؛ أي : لو كان، أو المراد بالذنب : ذنوب أمته على وزان ما مر، أو ترك الأولى والأحرى ، كما قيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، وعليه قوله تعالى: عفا الله عنلك لم أذنت لهمر) أي : محا عنك ما ارتكبته من خلاف الأولى ، ووقع لبعض مشاهير المفسرين في بعض هذذه الايات ما لا ينبغي من التساهل وسوء الأدب فاحذره وحفظ أيضا صلى الله عليه وسلم من أعدائه الحريصين على قتله، فكان أصحابه يحرسونه حتى نزل : والله يعصماك من الناس} ، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة وقال : "يا أيها آلناس ؛ انصرفوا ؛ فقذ عصمني ريي "1).

(1) أخرجه الترمذي (3046)، والبيهقي في " السنن الكبري" (8/9)، والحاكم 31312)، وغيرهم 193

Page 227