============================================================
عليه غرارتان سوداء وبيضاء، فلما حاذى العير. نفرت منه واستدارت، وتصرع ذلك البعير(1)، فسلم عليهم، فقال بعضهم: هذا صوت محمد، ورآى بعيرا ضل، و ه واحد منهه ل الاي ثم وافى يحدث الناس شنرا إذ أتثه من ربه الثثماء (ثم وافى) مكة قبل الصبح، فأصبح ( يحدث الناس) بما رأى من تلك العجائب والكرامات، امتثالا لقوله تعالى: { وأما بنعمة ربك فحدث}، (شكرا) أي : من جهة الشكر، أو لأجل قيامه بشكر ربه، أو حال كونه شاكرا لأنعمه (إذ) أي : لأجل، أو وقت (أتته من ربه النعماء ) أي : في تلك الليلة، وحينئذ ارتد ناس كانوا أسلموا فذهب مشركون لأبي بكر، وذكروا له أنه يخبر أنه ذهب إلى بيت المقدس وجاء في ليلة، فقال: صدق، فأنكروا عليه، فقال : إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك في خبر السماء في غدوة وروحة فلذلك سمي الصديق رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه، رواه الحاكم في " مستدركه "(2)، وابن إسحاق، وزاد : أن أبا بكر جاءه فقال : يقولون : إنك الليلة أتيت بيت المقدس قال : " نعم " قال : صفه لي فإني جئته فوصفه له كما هو؛ لأنه رفع إليه فجعل ينظره ويصفه وأبو بكر يصدقه وقوله له: (صفه لي) إنما هو ليرد به على من تشكك في ذلك، ورفعه له حتى ينظره رواه البخاري وكذا مسلم، وزاد: آنهم سألوه عن آشياء فيه لم يثبتها، فكرب كربا ما كرب مثله قط(3)، ورفعه له: إما بحمل مثاله ووضعه قريبا منه، وعليه تحمل رواية: فجيء بالمسجد؛ آي: بمثاله، وإما بحمل المسجد نفسه إليه، وهلذا أظهر؛ لما مر في : (واشتاقت إليه من مكة الأنحاء)، ونظيره مجيء عرش بلقيس إلى سليمان صلى الله على نبينا وعليه وسلم في طرفة عين، وإما بإزالة الحجب بينه وبينه وبهذا ظهرت الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس ثم العروج منه إلى السماء؛ (1) تصرع: دل: (2) مستدرك الحاكم (12/3) (3) البخاري (3886)، ومسلم (172)
Page 154