============================================================
والمرسلين وسلم: فقيل : لأرواحهم إلا عيسى فإنه رفع بجسده، وكذا إدريس على قول، واختلف قائلو هذا في الذين صلوا معه في بيت المقدس: فقيل: الأرواح أيضا، وقيل: بل الأجساد، وقيل: خرق الله له الحجب حتى رأى كلأ في قبره من المحل الذي أخبر به، وقيل: رفعوا من قبورهم تلك الليلة لتلك المواضيع إكراما له صلى الله عليه وسلم وبعد آن جاوز السماء السابعة رفعت له سدرة المنتهى فراها، وقد غشيها من أمر الله تعالى ما غشي حتى تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع آن ينعتها من ه ورأى النيل والفرات وسيحان وجيحان تخرج من أصلها، ورواية : أنها من الجنة لا تعارض ذلك(1) ، لأن ذلك الذي تنبع منه تلك الأنهار في الجنة، فلا ينافي ما قيل: أصلها في السماء السادسة، وعليه تحمل رواية : أنه رآها فيها، وأعلاها في السابعة، وعليه يحمل ما مر أنها فيها، (وسميت بذلك لأنه ينتهي إليها علم الخلائق، ولم يتجاوزها أحد إلا نبينا صلى الله عليه وسلم)، قاله النووي رحمه الله تعالى (2)، ويتعين حمله على أنه لا يتجاوزها من الملائكة الذين ينزلون إلى الأرض ويصعدون بالأعمال؛ لما يأتي من أنه صلى الله عليه وسلم جاوزها إلى مستوي يسمع فيه صريف أقلام الملائكة، ثم أدخل الجنة وأحاط بها، ثم عرج به صلى الله عليه وسلم. كما في رواية البخاري. حتى ظهر بمستوى. آي: محل عال. يسمع فيه صريف الأقلام؛ أي : تصويت أقلام الملائكة بما يكتبون من أقضية الله تعالى ، وفي رواية لم تشت كسائر روايات الحجب : " ثم زج بي في الثور زجا، فخرق بي سبعين ألف حجاب، كل حجاب مسيرة خمس مثة عام، ثم دلي لي رفرف أخضر، ثم أختملني حتى وصلت إلى العرش" وهلذه الحجب بفرض صحتها إنما هي بالنسبة للمخلوقين، وأما هو تعالى. فلا يحجبه شيء وصح عن أنس عنه صلى الله عليه وسلم قال : " عرج بي جبريل إلى سذرة المنتهى (1) اخرجه مسلم (2839)، وأحمد (289/2).
2) شرح صحيح مسلم (214/2)
Page 148