العلويين ويتباكون على الحسين وأسرته ويرددون ما جرى عليهم في كربلاء والشام من يزيد وابن زياد وأظهروا في خراسان وغيرها من المناطق التي دخلها دعاتهم انهم يعملون بدافع الثأر لابناء فاطمة واختيار الصالح من ابنائها لقيادة الأمة.
بهذه الأقنعة والاساليب كان أحفاد العباس بن عبد المطلب يتقنعون ومن خلالها كانوا يعملون ويتحركون بعد ان ادركوا ان ليس باستطاعتهم ان يحققوا شيئا من امانيهم وأحلامهم إلا على حساب العلويين من ابناء فاطمة ، وبالفعل فقد استجابت لهم الجماهير الاسلامية وبخاصة الشيعية منها وقاوموا وانتصروا في معاركهم مع أنصار الأمويين في خراسان التي كانت من اعظم معاقل الامويين بقيادة نصر بن سيار.
لقد ارتفع شأن العباسيين على حساب العلويين وعلى اكتاف شيعتهم ثم تنكروا لهم وعاملوهم بكل انواع العسف والجور والقتل والتشريد حتى انسوهم جور الامويين وجرائمهم وأصبحوا يتمنون ايامهم بكل مرارة وألم ان تعود.
لقد كان أحفاد العباس بن عبد المطلب يتباكون على الحسين وأسرته ويرددون تلك المأساة في مجالسهم ومجتمعاتهم ليخدعوا بذلك شيعة الحسين وأبيه الذين ذاقوا الامرين من جور الامويين ، كما كان يتباكى عليهم الزبيريون حيث وجدوا يومذاك ان لا سبيل الى استقطاب المسلمين الا بذلك ، فلما أتيح لهم ان يحكموا كانوا أشد على العلويين من يزيد وأبيه.
لقد مرت ظروف وأحداث على العلويين بلغت اقصى حدود الشدة والقوة في عهد معاوية وولده وغيرهما من الأمويين لم يشترك فيها احد من ابناء العباس وأحفاده الى جانب ابناء عمومتهم ، ففي معركة الإمام الحسن مع معاوية كان عبيد الله بن العباس الذي ولاه الإمام قيادة
Page 180