Min Naql Ila Ibdac Tadwin
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Genres
ثم يستدل على التجميع بالقياس والتجربة دون ما حاجة إلى شواهد شعرية أو نصوص دينية إسلامية أو مسيحية نظرا لاحتمال الانتحال في بيئة مسيحية قبطية.
10
وبتحليل أسماء الأعلام الواردة في النص يتضح أولوية الوافد على الموروث؛ إذ يأتي أرسطو الذي أخذ لقب الحكيم الأول في المقدمة، ثم هرمس المثلث بالحكمة وبلينوس ثم أفلاطون ثم جالينوس ثم أبقراط وديمقريطس ثم أبرخس، أبيقويس، أكسانو قارطيس، أمونيوس، بلطينوس، طاليس، فيثاغورس، كرسيبوس ... إلخ. وبعض الأسماء مجهولة. وقد يكون البعض منها وهميا.
11
ويبدو هرمس هو نموذج الفلاسفة والأنبياء، يجمع بين العقل والنقل، صاحب علم سري متواصل. الخالق عدل لا يظلم، رحيم بخلقه، يتولى الكل. ويتفق قول هرمس مع النقل والقياس.
12
والموضوع الثاني هو النفس. فهي عند البعض مادية، عند أبقورس وديموقريطس جسد، وعند أصحاب الأسطوانة ريح مثل النار، وعند قرطياس دم، وعند أبين ماء، وعند ديمقريطس نار ، وعند فيثاغورس عدد، وعند طاليس تتحرك نحو طبيعتها، وعند دينزكوس توفيق امتزاج الطبائع الأربع. وعند أمونيوس معلم بطلينوس النفس جسد، وعند أهل الأسطوان لها حركتان، وعند قلينتس من أصحاب الأسطوان وكرسيبوس جسد. ويرى الأطباء مثل جالينوس وأبقراط أن النفس تخريج أي ائتلاف. وهو رأي أرجانس وموطوس. وعند قطرنوس الأنفس كثيرة. وعند تاموس أن قوى النفس مختلفة. وعند البعض الآخر وسط بين المادية والروحية مثل أرسطوطاليس. فهي ابتداء حركة جسد ذي طبيعة تسكن فيه قوة الحياة. النفس في الجسد كالبصر في الحس. ولا تتحرك، بل حركتها من الجسد. والفلك السماوي مع الطبائع جسد خامس. والأجساد التي نرى ينقش عنها الهواء، والذي لا يتعكر جزء من المتعكر. والشهوة صنع قوة من الطبيعة لا حبس له. ثم غير أرسطو موقفه وجعل الشهوة انقضاء صنع طبيعة الحي لا حبس له.
ويمثل أفلاطون الرأي الثالث، أن النفس تعلو على الجسد. والحس المشترك بين النفس والجسد. والذكر إمساك ما تحس به النفس. أما العقل والعقول فمكان الفهم والمفهوم. والبصر نور. وأيده جالينوس في ذلك. وعند أكسانوقراطيس النفس مكان العلم ولا تأكل. وعند كرسيبوس أن الموت فراق بين النفس والجسد، وعند دينزكوس النفس توفيق للألحان، ونقد أفلاطون في أن العلم تذكر. وعند أنوميدس النفس ليست جسدا بل سبب عمله، وعند أمونيوس مكان للأفكار.
13
وللوافد اليوناني الأولوية على الوافد الشرقي. فمن الشرق يأتي آدم في المقدمة وأفلاطون القبطي وديصان ثم زرادشث، وعبدة النيران، ثم إبراهيم النبي وفرعون وساجيوس القس وطلوقوس الكاهن، وبرهمن وبوذا. ويرد الإبداع إلى مصر بلد الأديان لا سيما أهل حلوان والفيوم والإسكندرية لما نزع إليهم من أصحاب طلوقوس الكاهن بالفيوم وأفلاطون القبطي بحلوان الذي وصف الله بأنه لا فعل ولا حركة ولا تغير ولا فناء ولا زوال. وعند مينوس وأصحابه أن الخالق واحد، فلا يجوز أن يخلق اثنين. والبعض كره الكلام وتبرم من المتعلمين وآثر التصوف. ويخطئ الصابئة أو أصحاب الشجرة وأصحاب النجوم وأصحاب الطبائع وعبدة الحيوان والنيران وأصحاب التوبة وأهل العزم بالفكرة على الأمر المحجوب عند العامة وأهل الرمال والمياه والحجارة وبين من ادعى أن له خالقا غير الله أو من زعم أن الخالق أمر أن يعبد غيره.
Unknown page