Min Naql Ila Ibdac Tadwin
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Genres
وأفلاطون في طيماوس يبين مطابقة عالم الربوبية لعالم الطبيعة، ويعتبر الأجرام السماوية إلها، ويرى أن الباري أبدع العالم لعلة، وأنها فضل الله ووجوده.
22
وسقراط واضع النواميس لأهل أثينا أقر أيضا بأن الباري هو أول الأشياء وآخرها. كما أقر بذلك الأطباء.
23
والكل أرسطي شرقي.
وقد يكون السبب في الانتحال والتلخيص الأقرب إلى الانتحال هي غايات محلية صرفة لنقد الموروث الديني أو الفلسفي استعمالا لثقافة الغير. فثقافة الآخر هي علوم الوسائل، وثقافة الأنا هي علوم الغايات. ينقد عبد اللطيف البغدادي مثلا ابن سينا لمخالفته طريقة المشائين وتصحيح فهم ما بعد الطبيعة اعتمادا على حسن فهم الفارابي.
24
فالمؤلف هنا يصحح فهم الموروث دفاعا عن الوافد وليس الدفاع بالضرورة عن الموروث ضد الوافد. وإذا ما تم التأليف في الوافد، مثل كتاب ما بعد الطبيعة، فإنه يتم التأليف فيه بطريقة الموروث، بيان حد العلم وغايته ومنفعته وأقسامه وكأنه علم قديم. ونظرا لتراكم العلم، فإن التأليف يعتمد على اجتهادات السابقين مثل الفارابي في شرح أغراض كتاب ما بعد الطبيعة. يلخص البغدادي النص الأصلي تلخيصا شاملا. ويتابع الأصل بحروفه في مواضع أو يجهل معانيه في مواضع أخرى، ثم يضيف من عنده؛ أي من غير النص الذي يلخصه، ينقله عن غيره من المؤلفين مثل «الخير المحض». يتبع النص أولا ثم يخرج عنه لإيضاح الفكرة بعرضها عرضا موسعا؛ ومن ثم يمكن تتبع المراحل من النقل إلى الإبداع على النحو الآتي: (1)
البداية بالنقل الحرفي من النص الأصلي. (2)
التلخيص للمعنى بألفاظ مستقلة وإيضاح الأفكار. (3)
Unknown page