252

Min Naql Ila Ibdac Tadwin

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Genres

9

وليس لها أصل يوناني معروف، فهي إما مما فقد من أعمال أرسطو أو أنها إبداع خالص في الثقافة الإسلامية قام بها مسلمون أو نصارى. قد يكون الدافع على الانتحال هو إكمال أرسطو المنطقي الطبيعي الإلهي بأرسطو الأخلاقي. صحيح أن له الأخلاق إلى نيقوماخوس والأخلاق إلى أوديموس، ولكن تظل الحكمة العملية في مجموع أعماله أقل من الحكمة النظرية. كما أن الحكمة الإلهية أقل بكثير من الحكمة المنطقية والحكمة الطبيعية. لذلك تمت نسبة «أثولوجيا أرسطاطاليس» إليه. وهو تلميذ أفلاطون. ولأفلاطون وصية في تأديب الأحداث. فلماذا لا يستأنف التلميذ بمقالة في التدبير عمل أستاذه؟ ونظرا لأن أفلاطون إلهي، فقد تم الانتحال الثاني للوصية على نحو ديني واضح وبمنظور إسلامي ظاهر. أما أرسطو الحكيم فظلت مقالته في التدبير أقرب إلى الأخلاق العقلية اليونانية المثالية التي تتفق مع معيارية الأخلاق الإسلامية دون إعادة إنتاجها من منظور إسلامي صريح. إذ يقوم التدبير في الانتحال الأول على جلب المنافع ودفع المضار. وهي رؤية فقهية. وآلة ذلك العلم والعمل، والبداية بتأديب النفس قبل تأديب الغير. ويكون هذا بإعطاء الدين حقه وإشعار النفس حظها، ثم تعهد الإخوان بإحياء الملاطفة ثم تأدية الفروض لأهل المعاشرة والأعداء والصبر عليهم واتقاء شرهم، ثم إعطاء إخوان الإخوان شعبة من الحفظ والتذكير. ويكون ذلك بإسقاط المن على الناس ، وتعهد الملوك والنصحاء والصلحاء والأكفاء والضعفاء، ورعاية المعيشة بالإصلاح وحمايتها من الأعداء والحساد والمنافسين وذوي الشبهات، كل ذلك بمعونة الله وحسن تأييده، فله الشكر دائما إلى أبد الآبدين، وهي اللازمة الدينية الوحيدة في المقالة.

وهناك عدة رسائل من أرسطو إلى الإسكندر. وإذا كان أرسطو هو المعلم الأول، فليس من المعقول ألا ينشأ في بيت علم، وألا يكون أبوه نيقوماخوس رجل علم وتأليف. له كتاب أيضا من الصعب تسميته ووضعه في علم معين. يكفي فقط أن يكون كتاب نيقوماخوس والد أرسطو.

10

ومن ثبت مؤلفات أرسطو يتضح أن الكثير منها منحول مثل كتابه في رسم نيل مصر، ويسمى «فاري طونيل». ومكون من ثلاث مقالات. وليس من المعقول ألا يكتب أرسطو كتابا في وصف النيل كما فعل هيرودوتس من قبل في وصف مصر وجعلها هبة النيل.

11

وكتب أرسطو إلى الإسكندر: «إذا أعطاك الله ما تحب من الظفر فافعل ما أحب من العفو.» وفي حوار منتحل بين أرسطو ورسول الإسكندر بطريقة الحوار الأفلاطوني يظهر أرسطو الصوفي الذوقي وهو يحاور في العدل والحكمة والشجاعة والعفة، فلسفة أفلاطون في الفضائل الأربعة مركبة على حامل تاريخي وهمي.

12

وفي حوار بين أرسطو وأفلاطون قال له معلمه أفلاطون: ما الدليل على إثبات الله تعالى؟ وكأن أرسطو إبراهيم الخليل أو أحد المتكلمين أو الفلاسفة المسلمين. وأجاب أرسطو رمزا وكأنه أحد كبار الصوفية يستعمل لغة الذوق: «كنت أشرب فازداد ظمأ حتى عرفت الباري فرويت من غير شرب. وقد انفرد الله بطبع الخلق، وهو الموفق ولا قوة إلا بالله.»

13

Unknown page