247

Min Naql Ila Ibdac Sharh

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع

Genres

5

وبعد كل جانب من جوانب الموضوع يتم الإعلان عنه ثم بداية جانب آخر من أجل ربط الأجزاء والتذكير بها في كل واحد.

6

ويتصدر الوافد الموروث. ومن الوافد بطبيعة الحال يتصدر أرسطو ثم ثامسطيوس ثم أفلاطون ثم أنكساجوراس والإسكندر وثاوفرسطس ويحيى النحوي.

7

ويتبع ابن رشد عادة أرسطو بالبداية بالمادة الأولى لأنها أشهر الأسباب عند القدماء. ويؤيد فحص أرسطو الشكوك حول السبب الذي هو الغاية. فالطبيعة لا تفعل باطلا، ويكشف عن السبب الذي من أجله بدأ أرسطو بالمادة الأولى، وحد الحركة، واتبع ترتيب أرسطو لشهرته. ويدافع عن نقد أرسطو أن الحركة والزمان متناهيان من أحد طرفيهما وغير متناهيين عن الطرف الآخر. فذلك ممتنع بالرغم من ظن البعض أن وجود ما لا نهاية له في الحركة والزمان ممكن بالقوة في المستقبل وممتنع في الماضي اعتمادا على حجج واهية. وما يقوله أرسطو ظاهر بين بنفسه. كما يأبى أرسطو أن يكون المقدار إلى ما لا نهاية. ويستشهد ابن رشد بأمثلته اليونانية مثل «دخول السماء في قبة جاورس.» دون تغيرها إلى أمثلة عربية مستقاة من البيئة كما فعل ذلك من قبل في تلخيص الخطابة وتلخيص الشعر، كما فصل أرسطو رأيه في الزمان أنه عدد الحركة أي أنه خارج النفس. ويتابع ابن رشد أرسطو في بيان أي جنس من المقولات توحيد الحركة بالرغم من أن أقوال أرسطو بينة بنفسها إنما المهم جهة اليقين والطرق المستعملة في ذلك الاستنباط عن طريق القسمة والاستقراء وشرح ما يدل عليه الاسم. والطبيعة لا تفعل باطلا. ويصحح أرسطو أخطاء القدماء بالاستقراء.

8

وقد ظن ثامسطيوس أن المتغير عند أرسطو بالتقديم بعد أن أطلقه الشراح وتخصيص ثامسطيوس لذلك للبرهان وليس لإعطاء سبب الوجود.

9

ويرى ابن رشد أن هذا كله عدول عن فهم برهان أرسطو. وكان يلزمه شك القدماء إذا كانت المتغيرات في غير زمان هي بالموضوع غير المتغيرات في زمان. وتجري الابتداءات عند ثامسطيوس مجرى النهايات في كل شيء، وأن الموضع الذي غلط فيه ثامسطيوس ومعه ثاوفرسطس ومن تبعهم من المفسرين هو من أحد مواضع الأبدال الذي يؤخذ فيه الشيء خياله ومثاله، ثم تؤخذ الأشياء الصادقة على خيال الشيء ومثاله صادقة على الشيء. ولما شعر ثامسطيوس بالتعارض بين حسن الظن بأرسطو مع ما في نفسه من مقدمة شعرية صرف التأويل إلى قصد أرسطو ضد ظاهر كلامه، وقد أخطأ ثامسطيوس بظنه أن الاستقراء كاف لإثبات أن كل متحرك له محرك. ومذهب أفلاطون أن الزمان والحركة حادثتان ويوجد أي جزء منهما إلى غير نهاية؛ إذ يقول بتكوين العالم وبأزليته في آن واحد. وعند أرسطو أن الجزء لا بداية له ولا نهاية له، فالمادة قديمة وأزلية؛ وبالتالي يكون أفلاطون أقرب إلى الخلق في البداية والخلود في النهاية إلى التصور الإسلامي، ويذكر أفلاطون في لغزه أن قوما أسرى محبوسين تحت الأرض منذ لا يشعرون بالزمان أصلا لأنهم لم يحسوا حركة الجرم العالي وهو محال لأن الحركة سريعة وبطيئة، وعند الإسكندر الزمان نفسي، ولولا وجود النفس لما وجد الزمان ولا الحركة أصلا. ويقول أنكساجوراس بوجود أجسام لا نهاية لها بالعدد غير متماسة كما هو الحال في الخليط.

Unknown page