Min Naql Ila Ibdac Sharh
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Genres
والجوامع لفظ في صيغة الجمع وليس له مفرد «جامع» في حين أن اللفظين الآخرين الشرح أو التفسير والتلخيص في صيغة المفرد. ربما لأن «الجوامع» هي التي تضم الموضوعات وتجعلها في نسق واحد، تبدأ من الكل إلى الأجزاء في حين أن الشرح أو التفسير يبدأ من الأجزاء إلى الكل. أما التلخيص فإنه أيضا يبدأ من الجزء إلى الكل وفي نفس الوقت من الكل إلى الجزء. يبدأ بالقول الجزئي وينتهي إلى المعنى الكلي.
ولا يوجد أي ذكر للوافد حتى أرسطو. فالجوامع هنا أقرب إلى التأليف غير المباشر، لم يذكر إلا أوميروس واليونانيون والقدماء.
3
ويضرب المثل بأوميروس شاعر اليونانيين بعدم تساوي النهايات في الأبيات. فقوام الشعر وجوهره عند القدماء أن يكون قولا مؤلفا مما يحاكي الأمر، وأن يكون مقسوما بأجزاء ينطق بها في أزمنة متساوية.
4
ومن الموروث يظهر العرب، وفي أول عبارة، وكأن الفارابي يكتب للبيئة الثقافية الجديدة وليس لليونان، البيئة الثقافية القديمة التي نشأ فيها النص أول مرة. يلاحظ الفارابي أن للعرب عناية بنهايات الأبيات التي في الشعر ويعني القوافي أكثر مما لكثير من الأمم. ويقارن بين النغم في الشعر العربي والنغم في شعر باقي الأمم. ويعني بالنغم الشعر أو وزنه. فبعض الأمم يجعلون النغم الذي يلحنون به الشعر جزء منه فلو وجد القول دون اللحن بطل الوزن، والعرب لا يجعلون النغم كبعض حروف القول، ويجعلون القول بحروفه وحدها. ويضرب الفارابي المثل بزيد كما هي العادة في الأسلوب العربي، عمل تمثال لزيد أو صنع مرآة يرى فيها تمثال زيد.
5
ثانيا: جوامع المنطق (ابن رشد)
(1) جوامع الجدل
ابن رشد هو الذي أفاض في الجوامع كنوع أدبي ودون فيه الشرح الأصغر، ولا يوجد منها إلا جوامع كتب المنطق الأخيرة، الجدل والخطابة والشعر، وجوامع الطبيعيات الخمس: السماع الطبيعي، السماء والعالم، الكون والفساد، الآثار العلوية، النفس، وجوامع ما بعد الطبيعة .
Unknown page