Min Naql Ila Ibdac Sharh

Hasan Hanafi d. 1443 AH
179

Min Naql Ila Ibdac Sharh

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع

Genres

وأسقط ابن رشد معظم الأمثلة اليونانية لأنها لا تخاطب إلا الوجدان اليوناني، واستبدل بها أمثلة عربية تخاطب الوجدان العربي؛ فالخطابة تعتمد على اللغة وأساليب البلاغة كجزء من الثقافة الوطنية. وتستعمل الأمثلة العربية مثل «قلة العيال أحد اليسارين» على أن الغنى لا يكون فقط بزيادة المال بل بنقص النفقات وأيضا «ولو من الميت أكفانه» على الاستحياء من الاكتساب من الأمور المستقبحة أو من الضعفاء أو المساكين أو الأموات. وتضرب الأمثلة العربية على ضرورة الاستعمال عند الإشارة بالأمثال المشهورة مثل «ول حارها من تولى قارها»، «قد تبين الصبح لذي عينين» وهي أمثال آراء وشهادات. ومثل الأمثال المشهورة الأقوال السائرة «اعرف قدرك» سواء على جهة التوبيخ أو على جهة التعظيم، أو «ليس بسوء مذل شيء وقد عرفت خلقك» مدحا أو ذما. وللانتقال من الأجزاء إلى الكل تضرب الأمثال العربية مثل «قد ساوى الماء الزبى»، «بلغ الحزام الطبتين».

159

وتكثر الأمثلة من الشعر العربي بديلا عن الأمثلة اليونانية. ويأتي المتنبي في المقدمة كمثال على الأشياء المتناسبة، ومن الجيد في التغيير في الشعر جعل غير المتنفس متنفسا، ومثال التصدير بالأمور الصعبة.

160

وتستعمل أشعار جرير والفرزدق كمثال على الاستعانة بجميع الأشياء المقنعة في موضع المنازعة لتحصل الغلبة، وكذلك مثل خطب علي ومعاوية. ومن أمثال الاستعارة يستشهد ببيت شعر لابن المعتز تشبها للنساء بالظبي على وجه الإبدال. والتمثيلات تخص كل شعب بعينه مثل قول امرئ القيس في وصف حماره الوحشي بنبات تعرفه العرب ولا تعرفه باقي الأمم. فإذا كانت الصور المركبة خاصة بالشعر فإن الصور البسيطة خاصة بالخطابة. واستشهد أبو نصر بضرب المثل على المركبة البعيدة التركيب الخفية الاتصال ببيت لامرئ القيس ويستشهد بالنابغة وأبي تمام في وصف الأفعال في كلام كثير من البلغاء وفي كثير من الشعر غير المنسوب إلى أصحابه. ويضرب المثل بتغريب اللفظ من المعنى وإلا فإذا كان المعنى خفيا في اللفظ فهو قبيح بشعر من أبي العباس التطيلي الأندلسي، ومثال الأقاويل الانفعالية التي توجب استغرابا للشيء وعجبا به قول لأبي تمام وقول آخر لأبي نواس.

161

وقد يكون الشاعر مجهولا. فما يهم هو الشعر لا الشاعر، القول لا المؤلف. ويضرب المثل على مدح الذات دون الاكتفاء بمدح الآباء بشعر الشاعر ، وقد يقتصر المدح على الفضيلة ويستشهد ببيت واحد. كما يستشهد بالشعر على مدح الضرر الذي يلحق بالمسيء حتى ولو تضاعف حجم الضرر على حجم الإساءة. فالبادي أظلم، وعلى الباغي تدور الدوائر. ويضرب المثل بالشعر على الغضب لذم الأصدقاء. ويصور بالشعر تخطي الشر الدون الاعتماد على الأرفع، وتكرار الأسماء المترادفة لتصحيح الوزن والقافية، ووصف امرأة مخضوبة إليه بالحناء وعلى وصف الأفعال، والجزئيات الواقفة التي تنقل القول الواقع فيها إلى أمور كثيرة لموضع الشبه.

162

ويظهر التمايز بين اليونانيين وأهل أثينا من ناحية والعرب من ناحية أخرى، وتكون الصدارة للعرب.

163

Unknown page