Min Caqida Ila Thawra Tawhid
من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد
Genres
189
وقد يكون بعض الكلام لا في محل والبعض الآخر في محل.
190
كلام الله إذن قديم أزلي، نفساني، أحدي الذات، ليس بحروف ولا أصوات.
191
ولا يكفي إثبات ذلك عن طريق تفنيد الموقف الحشوي الذي يقوم على الخلط بين المستويات، أي عن طريق إثبات استحالة الضد، بل هناك أدلة إيجابية لإثبات التمايز بين المستويات، بالنقل والعقل. ويشمل النقل الكتاب والسنة والإجماع.
192
والحقيقة أن ذلك لا يثبت شيئا، فالنقل معارض بنقل غيره، والنقل الأول قد يؤول حتى يتحول إلى نقل مضاد، فكل نقل خاضع لتفسير وتأويل طبقا للمذهب المسبق الذي قرأ نفسه في النص فابتسره وأخرجه من سياقه ومضمونه وأبعده عن اتجاهه من داخل العالم إلى خارج العالم. أما الأحاديث فهي آحاد أو ضعيفة معارضة بأحاديث أخرى، أغلبها يظهر فيه الدين الشعبي. أما الإجماع فإنه ليس تاما، وإنه من فرق واحدة، وإنه يقوم على الهوى، وإنه معارض بالنقل، وإنه لا يتم إلا في مسألة عملية تتعلق بصالح الأمة. أما الحجج العقلية فمعظمها جدلي يقوم على القسمة واستحالة الحدوث بناء على دليل الحدوث لإثبات الصنع وصفة القديم كوصف للذات. وقد تكون حججا خطابية إيمانية مستمدة من الحجج النقلية دون إحكام عقلي نظري كاف. وقد يقوم البعض منها على إثبات استحالة الضد، أي إنها براهين خلق.
193
وتقوم حجج أخرى لإثبات القدم على الفصل التام بين الكلام والصفة والذات القديم وبين الكلام كموضوع حسي موجود مكتوب ومقروء ومسموع استنكافا من المادة وتأففا منها، ومن ثم يكون إثبات القدم تعبيرا عن عواطف التطهر.
Unknown page