= فاختفى نجدة في دار بعض عاذريه ينتظر رجوع عساكره الذين كان قد فرقهم في سواحل الشام ونواحي اليمن. ونادى منادي أبي فديك: من دلنا على نجدة فله عشرة آلاف درهم. وأي مملوك دلنا عليه فهو حر. فدلت عليه أمة للذين كان نجدة عندهم، فأنفذ أبو فديك راشد الطويل في عسكره غليه فكبسوه وحملوا رأسه إلى أبي فديك. فلما قتل نجدة صارت النجدات بعده ثلاث فرق: فرقة أكفرته وصارت إلى أبي فديك، كراشد الطويل، وأبي بهيس، وأبي الشمراخ وأتباعهم. وفرقة عذرته فيما فعل وهم النجدات اليوم. وفرقة من النجدات بعدوا عن اليمامة وكانوا بناحية البصرة، شكوا فيما حكي من أحداث نجدة، وتوقفوا في أمره وقالوا: لا ندري هل أحدث تلك الأحداث أم لا، فلا نبرأ منه إلا باليقين". "وبقي أبو فديك بعد قتل نجدة إلى أن بعث إليه عبد الملك بن مروان: عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي في جند فقتلوا أبا فديك وبعثوا برأسه إلى عبد الملك بن مروان، فهذه قصة النجدات".
1 / 123