73

Milal Wa Duwal

Genres

وإذ قدمنا جملا من دلالات حالات الملوك من جهة انتقال القرانات في المثلثات وقران الكوكبين العلويين فيها ومقارنة النحسين في سائر البروج وكان لسائر الكواكب عند ممازجتها في طوالع سني انتقالات القرانات حالات وظهر عليها في أهل الملل والدول من جهة امتزاجاتها لأنه إذا كان وضع بعضها عند بعض على شكل من الأشكال في وقت انتقال القران من مثلثة إلى مثلثة دل ذلك على استعمال أهل تلك الملة لأكثر الأشياء المشاكلة لتلك الدلالات فإن كان ذلك في وقت تحويل سنة من السنين أو ربع من الأرباع دل ذلك على استعمالهم لمثل تلك الأشياء المناسبة لتلك الدلالات في ذلك الزمان أيضا غير أنه لما كانت دلالات الكواكب السفلية تكون في أقصر زمان من دلالات الكواكب العلوية فكانت دلالات الكواكب العلوية في وقت طوالع انتقالات القرانات في المثلثات وانتهاءات التسيير من طوالع قرانات الممرات الكائنة عند الأرباع على حسب ما وصفنا أظهر أفعالا منها في تحاويل الأرباع فإن الكواكب السفلية ملازمة لدلالات تحاويل السنين والأرباع بقصر زمان دلالاتها كانت دلالات العلوية أقوى وأظهر أفعالا في الأزمان المتطاولة وأدوم تأثيرات من السفلية إلا أن السفلية وإن كانت تدل على الأحداث الكائنة في الأزمان القصيرة فإن دلالاتها تظهر أيضا في آخر الأزمان المتطاولة وقتا بعد وقت إذ كانت اتصالاتها تختلف في الوضع في سائر الأزمان وكانت الدلائل في سائرها تهيأ في تواتر وتعاقب ودوائر كان أوجب أن نأتي بدلالاتها على الأحداث في وقت تحويلات الأزمان التي وصفنا من جهة محل وضع بعضها عند بعض على سائر جهات الأشكال ليكون من إحدى المعينات على الإيضاح بتأثيرات الأشخاص العالية في الأحداث السفلية على حسب ما قدمنا فلنذكر في هذه المقالة أيضا دلالات الكواكب وممازجات بعضها بعضا في دلالاتها

فنقول إنه متى كان قران الكوكبين العلويين يوجبان أمرا من الأمور في انتقالات الملل والدول وانتقالات الشرائع والسنن وحدوث الأمور العظام وانتقال المملكة وموت الملوك وحدوث الأنبياء والوحي وأعاجيب في الملل والدول كما قدمنا كان لممازجة سائر الكواكب واتصالات بعضها ببعض من سائر الأشكال دلالات كثيرة على أمور تظهر في آخر السنين الكلية الدالة على الملل والدول من أفعال الملوك والرعية

فأما سائر اتصالات المشتري بزحل والكواكب من سائر الأشكال فإنا نذكره في هذا الفصل

Page 160