68

Milal Wa Duwal

Genres

وقد يكون اقتران النحسين في كل ثلثين سنة ويستدل أيضا على ضعف هذه الثلثين سنة التي يقترنان فيها على أمور الدولة على حسب ما قدمنا وذلك من جه رجوع القران إلى البرج الذي انتقل إليه من المثلثة الأولى لانه كلما حدثت دولة بسبب انتقال القران من مثلثة إلى مثلثة ثم عاد القران إلى البرج الذي كان إليه الانتقال دل على الانتقال من أهل تلك الدولة إلى قوم آخرين فإن لم يكن الانتقال كان الاضطراب في أهل تلك الدولة وذلك كدلالة انتقال القران من الميزان إلى العقرب ومثلثتها على ميلاد النبي عليه السلام فلما عاد القران بعد ستين سنة إلى العقرب دل على وفاته صلى الله عليه وسلم وكانت وفاته في السنة الثالثة من وقت رجوع عود القران إلى البرج الذي كان إليه الانتقال ثم عاد القران إلى العقرب بعد عشرين سنة ومائة سنة فكان في تلك السنة هدم الكعبة وقتل عبد الله بن الزبير ثم عاد القران إلى العقرب بعد ثمانين ومائة سنة فكان خروج أبي مسلم وانتقال الملك إلى السواد ثم انتقل القران إلى القوس بعد ثمان وثلثين ومائتي سنة من سنة القران الدال على الملة وكلما عاد القران إلى القوس دل عل أمر يحدث

وقد ذكر صنف منهم آخرون أن قدر أزمان لبث الدولة في كل ملة من الملل يكون على قدركمية عشرة أدوار زحلية وأتوا على ذلك بمثل وذلك قريب من الأزمان التي قدمنا ذكرها من الدور من جهة القرانات في الفصل الأول من المقالة الأولى فقالوا إن الانتقال يكون عند استكمال عشر دورات زحلية ولا سيما إن وافق ذلك انتقال زحل إلى البروج المنقلبة وكانت طوالع تلك الأزمان بروجا منقلبة فإنه يسرع الانتقال وربما حدثت في هذه الأوقات التي ينتقل فيها آيات علوية وسفلية مثل انقضاضات الكواكب والزلازل وما أشبه ذلك وسيما إن سقط عنه المشتري فإنه يغير الأحوال وربما انتقل الملك من رجل إلى رجل وقد ينظر إلى السنة التي ينتقل فيها زحل إلى البروج المنقلبة فإن كان المشتري ناظرا إليه أو كان معه في ذلك البرج طفئ كثير من الشر فإن سقط المشتري عنه وضعف وقوي المريخ بحلوله في أوتاد الطالع دل على انتقال أكثر الحالات وانتقاضها وإنما يكون حلوله في رؤوس البروج المنقلبة في كل سبع سنين ونصف

Page 150