الفصل الثامن في دلالة البيت الثامن على مثل ذلك
فإذ قد قدمنا في الفصل السابع ذكر دلائل البيت السابع على ما وصفنا فلنذكر في هذا الفصل دلائل البيت الثامن على مثل ذلك
فنقول إنه إذا اتفق أن يكون برج المنتهى أو طالع التحويل ثامن أحد البوادئ المتقدمة أو القرانات أو كان التسيير أو أحد الأشخاص حالا فيه أو في ثامن التحويل دل ذلك على أنه يظهر في البلدان التي دليلها ذلك البرج كثرة الأمراض والموت وسقي السموم والقتل والنظر في أمور السلف والمواريث والكسب والأموال والودائع وحفظ الأموال وصروفها في غير وجوهها وتضييعها والفقر والحاجة الشديدة والغلظة وما تهيأ من الكسب من جهة السفر وكثرة الكسل والبطالة والحيل والمكر والمنازعة في الأباطيل والحروب وكثرة التجسيس وكثرة الخوف والحزن والحمق وعلى أن أكثر رغبتهم من الألوان يكون في السواد
ثم ينظر إلى صاحبه فيحكم منه على قدر موضعه في ذاته من الفلك
فإن كان حالا في الطالع دل على كثرة الموت في تلك السنة
وإن كان القران حالا فيه دل على كثرة الموت في السنة الثامنة
وإن كان زحل حالا فيه وهو حسن الحال دل على قلة عمر الملك وطيب عيشه وإن كان رديء الحال دل على كثرة همومه ونفقته وتبذيره وخمول صوته ويكون عماله من عمال السفل وأهل الزناء مع كثرة الموت في الأساورة والإماء
وإن كان المشتري حالا فيه وهو حسن الحال دل على طول أعمار الناس وإن كان رديء الحال دل على موت الناس فجأة
وإن كان المريخ حالا فيه وهو حسن الحال دل على سلامة الناس في تلك السنة وإن كان رديء الحال دل على علل حارة مؤذية يكثر معها الموت
Page 456