147

فنقول إنه إذا وازى العقد الشمالي لبرج الحمل دل ذلك على ارتفاع الأشراف والرؤساء فوق ما كانوا عليه مع موت بعض الملوك وتغير أشياء وحدوث ملك وإن كان العقد الجنوبي موازيا له دل ذلك على أضرار اضرار السلاطين والملوك بالرعية وكثرة خلاف الرعية عليهم مع ارتفاع قوم من السفل والرعاع والأوغاد عن منازلهم وأعراضهم عن ولاة أمرهم وربما نالهم الفقر والغش في الأشياء وتعذرها وموت البقر والغنم والإبل وإن ظهر أحد الكواكب ذوات الذوائب بإزائه دل ذلك على نكبات تعرض لملك بابل وفتن مع وقوع الشحناء والحروب بين ملك فارس وسائر الملوك وحدوث الحروب بين اليونانيين والبرابر ومقاتلة أهل إيطالية لأهل الإسكندرية وإظهار الروم السلاح وأفزاع تعرض لأهل فارس وأهل سورية وكثرة إراقة الدماء بتلك الأسباب وينال ملك الروم بلاء واضطراب في ملكه مع نكبة تعرض لأهل الترك وقحط شديد وأوجاع العيون وموت البقر هنالك وعلى هلاك العظماء واستعلاء الأشرار والسفلة وكثرة المعادن من الذهب والفضة وإفراط الحر في الربع الصيفي فإن كان ظهوره من ناحية المشرق والشمس موازية لبرج الحمل دل ذلك على وقوع الشحناء بين أهل فارس وإذعان أكثر البلدان لملك بابل وإن كان ظهوره من ناحية المغرب دل على أنه ينال أكثر العظماء من الملوك المكروه مع نكبات وقتل يعرض لأهل ناحية المغرب وعلى كثرة الأمطار ومدود الأنهار ووقوع الثلوج

وإن كان العقد الشمالي موازيا لبرج الثور دل ذلك على أن تلك السنة تكون سليمة من الآفات كثيرة الخضرة ندية الأرض زاهرة خضرة محيية الأنعام معيشة للناس والماشية وإن كان العقد الجنوبي موازيا له دل ذلك على ضيق حال الناس وكثرة السمائم والبوارح المحرقة للثمار والعشب وسيما في الربع الصيفي مع إفراط البرد في الربع الشتوي وإن ظهر أحد الكواكب ذوات الدوائب بإزائه دل ذلك على وقوع الفتن والأراجيف بأرض الروم ويعرض لأهل بابل العلل الشديدة ويقل بها الطعام وتخصب المدائن ويصيب أهل إيطالية البلاء ويقع سبي وعدواء بهم وتنالهم شدة وأوبئة ويتظالمون فيما بينهم ويصيب الناس أوجاع يابسة كالحرب والحكة ويكون موت البقر وانقطاع المعادن وخراب بعض أرض الجبل مع شدة البرد وفساد الزرع هنالك وانتثار حمل الشجر وقلة العمارات والغروس في الأرض فإن كان ظهوره من ناحية المشرق والشمس موازية لبرج الثور دل ذلك على تخوف الملك من أعدائه ووقوع الطواعين في الناس ودوام ذلك سنين متوالية مع كثرة الأمراض العارضة للناس في الربع الصيفي وكثرة الموت الواقع في الغنم وإن كان ظهوره من ناحية المغرب دل على كثرة الأمطار

Page 308