فنقول إنه إذا وازى العقد الشمالي لبرج الحمل دل ذلك على ارتفاع الأشراف والرؤساء فوق ما كانوا عليه مع موت بعض الملوك وتغير أشياء وحدوث ملك وإن كان العقد الجنوبي موازيا له دل ذلك على أضرار اضرار السلاطين والملوك بالرعية وكثرة خلاف الرعية عليهم مع ارتفاع قوم من السفل والرعاع والأوغاد عن منازلهم وأعراضهم عن ولاة أمرهم وربما نالهم الفقر والغش في الأشياء وتعذرها وموت البقر والغنم والإبل وإن ظهر أحد الكواكب ذوات الذوائب بإزائه دل ذلك على نكبات تعرض لملك بابل وفتن مع وقوع الشحناء والحروب بين ملك فارس وسائر الملوك وحدوث الحروب بين اليونانيين والبرابر ومقاتلة أهل إيطالية لأهل الإسكندرية وإظهار الروم السلاح وأفزاع تعرض لأهل فارس وأهل سورية وكثرة إراقة الدماء بتلك الأسباب وينال ملك الروم بلاء واضطراب في ملكه مع نكبة تعرض لأهل الترك وقحط شديد وأوجاع العيون وموت البقر هنالك وعلى هلاك العظماء واستعلاء الأشرار والسفلة وكثرة المعادن من الذهب والفضة وإفراط الحر في الربع الصيفي فإن كان ظهوره من ناحية المشرق والشمس موازية لبرج الحمل دل ذلك على وقوع الشحناء بين أهل فارس وإذعان أكثر البلدان لملك بابل وإن كان ظهوره من ناحية المغرب دل على أنه ينال أكثر العظماء من الملوك المكروه مع نكبات وقتل يعرض لأهل ناحية المغرب وعلى كثرة الأمطار ومدود الأنهار ووقوع الثلوج
وإن كان العقد الشمالي موازيا لبرج الثور دل ذلك على أن تلك السنة تكون سليمة من الآفات كثيرة الخضرة ندية الأرض زاهرة خضرة محيية الأنعام معيشة للناس والماشية وإن كان العقد الجنوبي موازيا له دل ذلك على ضيق حال الناس وكثرة السمائم والبوارح المحرقة للثمار والعشب وسيما في الربع الصيفي مع إفراط البرد في الربع الشتوي وإن ظهر أحد الكواكب ذوات الدوائب بإزائه دل ذلك على وقوع الفتن والأراجيف بأرض الروم ويعرض لأهل بابل العلل الشديدة ويقل بها الطعام وتخصب المدائن ويصيب أهل إيطالية البلاء ويقع سبي وعدواء بهم وتنالهم شدة وأوبئة ويتظالمون فيما بينهم ويصيب الناس أوجاع يابسة كالحرب والحكة ويكون موت البقر وانقطاع المعادن وخراب بعض أرض الجبل مع شدة البرد وفساد الزرع هنالك وانتثار حمل الشجر وقلة العمارات والغروس في الأرض فإن كان ظهوره من ناحية المشرق والشمس موازية لبرج الثور دل ذلك على تخوف الملك من أعدائه ووقوع الطواعين في الناس ودوام ذلك سنين متوالية مع كثرة الأمراض العارضة للناس في الربع الصيفي وكثرة الموت الواقع في الغنم وإن كان ظهوره من ناحية المغرب دل على كثرة الأمطار
Page 308