121

الفصل الثالث في كيفية معرفة دلائل المريخ على مثل ذلك

فإذ قد قدمنا في الفصل الثاني كيفية معرفة خاصية دلائل المشتري فلنذكر في هذا الفصل كيفية معرفة خاصية دلائل المريخ على مثل ذلك

فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا وكان مختصا بها على النوع الإنسي دل ذلك على كثرة الحروب والفتن والخوارج على الملوك وغضب الرؤساء ويعرض لبعض الناس من هذه الأسباب موت الفجأة الوحي العنيف وأمراض تكون مع حميات الغب وسيما من كان طاعنا في السن ويصاب بعضهم بالعقوبة والهوان والتعدي والخروج عن الشريعة مع كثرة قطاع الطرق وسفكهم للدماء ووقوع الحريق مع الطواعين في أكثر الأقاليم وإن دل على النوع البهيمي وسيما الذي يستعمله الناس دل على قلته وإن كانت دلالته على العنصر الهوائي دل على قلة الأمطار وشدة الحر والزلازل وكثرة الصواعق وتواتر الرياح الحارة الجنوبية وإن كانت دلالته على العنصر الأرضي دل على فساد الثمار بسبب إحراق الحر إياها وإما من إتيان الرياح العواصف لها وإما من احتراقها بالنيران في المواضع التي تحرق فيها وإن كانت دلالته على العنصر المائي دل ذلك على غرق السفن بغتة من رياح مضطربة مختلقة أو من صواعق وما أشبه ذلك

Page 256