106

فنقول إنه إذا كان لزحل الدلائل التي وصفنا وكان مختصا بدلالته على النوع الإنسي فإن ذلك دليل على أنه يعرض لهم الأمراض المتطاولة والسل والذوبان والتأذي بالرطوبات وانصباب الفضول وحميات الربع والهرب والحيرة والفتن والحروب والموت والضيق وسيما لمن طعن في السن وعلى قتل الملوك وآفات تعرض لهم بأسباب السباع ويملك بابل ملك غير محمود ويكثر الشر بها ويبعد طلب المعاش والأرزاق ويفتقر الأغنياء ويموت الفقراء ويجور الأشراف فإن كان ذلك في النوع البهيمي الذي يستعمله الناس دل على أنه يعرض لهم آفة مع قتل ويعرض لما كان منها على ضد ذلك فساد أجسامها مع أمراض تعرض للمستعملين لتلك البهائم مشابهة لعللها ويكون ذلك سببا لبوارهم وإن كانت دلالته على العنصر الهوائي يدل ذلك على شدة البرد وكثرة الجمد وفساد الأشياء مع تكاثف الضباب والوباء ورداءة مزاج الهواء وكثرة الغيوم والبخارات والصعق والرعود والبروق وشدة سيل الثلوج مع ما يتولد من ذلك الهواء من الهوام المؤذي لطبيعة الناس فإن كانت طبيعته دالة على العنصر المائي دل ذلك على أنه يعرض في الأنهار والبحار شدة البرد والغرق مع صعوبة ركوب البحار وقلة الحيوان المائي وكثرة الجزر والمد والزيادة المفرطة في المد والجزر وإذا كانت دلالته على الثمار دل ذلك على فسادها وعوزها وسيما تلك التي الحموضة إليها مائلة ويكون ذلك بأسباب دود عارض لها وجراد أو لكثرة الأمطار والبرد

فأما دلالته على جهة الامتزاح لبرج الحمل عند موازاته له فوقوع الموت في الشباب وكثرة السبي والقتال والفتن وسيما في ناحية الجنوب والمشرق مع كثرة اللصوص وقطاع الطرق وحدوث الشر مع كثرة الأراجيف والهرج والإزراء بالولاة مع كثرة هوام الأرض وهبوب الرياح وحسن امتزاج الهواء وربما عرض شدة حر وفساد في الجو مع عوز الطعام والشراب والأدهان فإن كان عرضه شماليا دل على شدة الحر وقلة الخير وإن كان جنوبيا دل على شدة البرد وكثرة الجليد والطل وإن كان مشرقا دل على أحزان تعرض للملوك بأسباب الأراجيف فإن كان مغربا دل على قتال يعرض بين الناس بسبب الآباء مع الأوجاع وامتناع الأمطار وقلة استواء مزاج الهواء وإن كان راجعا دل على كون الرعود والبروق والصواعق فإذا ظهر فيه من تحت الشعاع دل ذلك على كثرة الحروب والفتن في ناحية المشرق وعلى كثرة اللصوص وفساد الأرضين مع كثرة الخرشة ووقوع الموت في السباع وقلة الطعام والشراب في ناحية المغرب

Page 226