Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
فائدة
اعلم انه مما يتعلق بهذا الوجه اخلتفاهم في هل العلمان الأولان داعيان أو طريقان إلى الثالث فمذهب أبي عبد الله والجمهور أنهما داعيان، وعليه يبنى هذا الوجه، وقال بعضهم: بل الأولان طريقان، واحتج الأولون بأنه يجب إيجاد متعلق الطريق والمتطرق إليه ومتعلق العلم الأول الذي جعلتموه طريقان وهو العلم بأن كل ظلم قبيح كل ظلم ومتعلق هذا الذي جعلتموه طرييقا إليه، وهو العلم بأن هذا المعين قبيح، هذا المعين دون غيره، ولا يصح ذلك قياسا على المشاهدة، والعلم الحاصل عنها، فإنها لما كانت طريقا إلى العلم تعلقت هي وهو بمتعلق واحد، وقال ابن مثوبة: إذا كان الثالث ضروريا قالا: ولأن لا يصح إلا أن يكوننا طريقين دون أن يكونا داعيين، فإذا جعل الكل طرقا، وفصل الكلام في الطرق، فجعل بعضها يتعلق بما يتعلق به ما هو طريق إليه، وخولف بينه وبين غيره، كان قريبا الوجه الخامس. زاده أبو عبد الله أيضا.
قوله: (وهذا لا يستقيم على مذهبه) يعني لا على مذهب القائلين بأن لاعلم بالعلم علم بالمعلوم؛ لأن تذكر العلم هو العلم به، فإذا كان العلم بالعلم علما بالمعلوم كان تذكر أنه كان عالما تذكرا للمعلوم، فيستغنى عن فعل اعتقاد آخر يتعلق بذلك المعلوم، وإن فعله فهو لعم لوقوعه من العالم بالمعتقد، فصح أنه لا يستقيم هذا الوجه إلا على مذهب الجمهورن وهو الذي صححه ابن مثوبة، وذلك أن العلم بالعلم علم بذات العلم على حاليه التي أثبتها أبو عبد الله أو حكمه الذي أثبته القاضي وهو الصحيح.
قوله: (وقد ثبت أن الذكر علم ضروري فيه سؤال، وهو أن يقال: أليس الذكر قد لا يحصل إلا بتقدم نظر وتفكر فكيف يكون ضروريا، ولم انكرتم كونه موجبا عن النظر.
Page 99