253

Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

Genres

Qur’an

وأما قولكم أن الصفات غير مقدورة فذلك لاغرض لكم فيه يجعل المقدور نفس الذات التي يصح إكسابها صفة الوجود إذ حقيقة المقدور ثابتة فيها ويلزم على قولكم هذا ألا يكون للعباد مقدور لأنكم تجعلون الأعراض صفات ولا تثبتون إلا ذات القديم وذات الجوهر وقد قلتم بأن الصفة غير مقدورة وأما قولكم أنها غير معلومة فإن أردتم قبل إيقاع الذات عليها فمسلم ولا مانع من ذلك، فإنكم مع نفي ثبوت الذوات وقولكم بأن تأثيره تعالى في نفس الذات لابد لكم من القول بأنها غير معلومة قبل الإيجاد وإن لم يسلموه فهو لازم لكم كما تقدم وإن أردتم أنها غير معلومة بعد إيقاع الذات عليها فلا ..... لكم في ذلك مع أنها بعد حصولها يعلم الذات عليها.

ومنها: أن الوجود لو لم يكن نفس الذات وكان صفة ومزية لها على ما يقولونه لكان العلم بوجود الأشياء نظريا لاضروريا وهذه سفسطة، وإنما قلنا أنه يلزمكم ذلك لأنه إذا كان صفة زائدة كان يلزم عند مشاهدة الذات أن يتوقف العلم بوجودها على اكتساب تصور الوجود واكتساب التصديق باتصاف الذات به فيكون العلم بوجود الأشياء نظريا، وإنما قلنا بأنه ضروري لأنا إذا شاهدنا جسما أو عرضا علمنا ضرورة وجوده، والذي علمناه حصوله وثبوته.

Page 273