Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
والجواب: أنهم يذهبون أو أكثرهم إلى أن النور والظلمة قديمان وهذا الشبح الذي رأيناه هو عندهم من نور وظلمة وممتزج منهما فإذا صح حدوثه بطل قدم النور والظلمة وقد نقل عنهم القول بأن العالم وإن كان محدث الصورة فهو قديم المادة.
قوله: (من ظلم وعبث وهذيان).
الهذيان مصدر هذى في منطقه هذيانا وهو الكلام الذي فيه معنى العبث لعدم الفائدة.
قوله: وإرادة كل قبيح ونحو ذلك يعني كتجويزهم تعذيب من لاذنب له وإثابة من لايستحق وإضلال المكلفين وإزاغة قلوبهم.
قوله: (بصفات الأفعال).
يعني بذلك الوجوه التي تقع عليها من كونها ظلما وعبثا وهذيانا ولم يرد كونها قبيحة فإنهم لايصفون أفعاله تعالى بقبح ولاحسن.
قوله: (فتزعمون أنه يصح أن يقول فيما لم يكن..) إلى آخره.
إنما ألزمهم ذلك لأنهم لا يلتزمونه إذ لايجوزون الكذب علهي تعالى ولاتكليف الجماد ولاتكليف مالايعلم وإن أجاز بعضهم تكليف مالايطاق.
فصل
كثيرا ما يجري في كتب المتكلمين ذكر ما لاطريق إليه فمرة يقولون لايجوز إتيانه ومرة يقولون يجب نفيه.
قوله: (فلا يولد النظر العلم بشيء قط).
يقال: ليس تجويز شبه قادحة بمانع من توليد النظر لأن توليده لما هو عليه في اته فلا يقف على القطع بألا شبهة.
والجواب: أن النظر يقف في توليده على العلم بالدليل كما تقدم فإذا كان كذلك وجوز ورود ما يقدح في الدليل دعاه ذلك إلى التجويز الذي لا يجامع العلم فيتغير علمه بالدليل ويزول فلا يولد النظر فيه العلم بالمدلول لاختلال شرطه.
قوله: (فلا يصح قياس الغائب).
يعني لتجويزنا أن يكون حاجة أفعالنا إلينا لا لحدوثها بل لغير ذلك فلا يعلم احتياج العالم المحدث إلى محدث ولتجويز المؤثر في صحة الفعل وصحة الأحكام غير كوننا قادرين عالمين لأجل صحة الفعل والإحكام منه تعالى بأنه قادر عالم إذ لاقطع بأن تلك هي العلة.
Page 245