174

Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

Genres

Qur’an

فصل

إذا ثبت أن النظر يولد العلم فهو لايولد غيره. وقال القاضي وغيره: إن النظر في الأمارات يولد الظن هذه رواية المصنف عن القاضي، وروى ابن الملاحمي عنه في الفائق أن النظر في الأمارات لايولد الظن وإنما يختاره الناظر عنده كقول الجمهور.

قال ابن متويه رحمه الله: النظر في الأمارات إنما يختار عنده غالب الظن سواء كان نظرا في أمور الدين أو مصالح الدنيا والآراء في الحروب وغير ذلك فلا يولد النظر الظن وإنما يذكر المرء به الأمارة التي قد ذهل عنها حتى لو كان ذاكرا لها لم يحتج إلى النظر فصار للنظر في الأمارة حظان أحدهما ذكرها إذا كان ذاهلا عنها، وثانيهما أن يعرفها أمارة إذا كان قد عرف ذاتها، وعلى كل حال فتوليده للظن محال لأنا نجد العارفين بالأمارة الواحدة ووجه كونها أمارة يختلف حالهما عند النظر فيها في حصول غالب الظن ولو كان سببا لم يجز أن يختلف انتهى.

قوله: (وإن النظر في المقدمات المعتقدة المطابقة إلى آخره).

مثاله: أن يعتقد أحدنا أن العالم محدث وأن المحدث لابد له من محدث تقليدا لاعن يقين ثم ننظر في هاتين المقدمتين فإن القاضي يذهب إلى أنه يولد له اعتقادا بأن لها محدثا ويكون مطابقا غير علم أيضا.

وقال الجمهور: بل يدعوه نظره في المقدمتين إلى فعل اعتقاد لا أن ثم توليدا.

قوله: (لنا أنا نعلم حسن جميع النظار).

وفي الإطلاق نظر لأن الخلاف فيه كالخلاف في العلم وقد قال الحاكم: فأما النظر فيجوز أن يقبح إذا لم يكن فيه نفع فيكون عبثا أو ينظر فيا لدليل ليقف عليه ويطعن فيه، وبالجملة فالخلاف في قبحه والنزاع في ذلك كما تقدم في العلم.

واعلم أنه إذا جعل الأنظار حسنة فالمراد النظار على الوجوه الصحيحة وما في ..... أو الأمارات الصحيحة، فأما النظار على الوجوه الفاسدة فلا.

قوله: (ومعلوم أن فيها ما هو قبيح).

Page 194