130

Micraj Ila Kashf Asrar

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

وأما النكتة الثانية: فاعلم أن الوجه الذي لأجله وجب فيمن قدر على الشيء أن يقدر على جنس ضده أن الدال على قدرته على الشيء وجوب وقوعه بحسب فضده وداعيه وهذه الطريقة موجودة في جنس ضد مقدور القادر بلا محالة فإن من قدر على تحريك الجسم يمنة قدر على تحريكه يسرة، وقد ثبت أن القدرة تتعلق بالضدين وكذلك .... الموجبة عنها وقد خرج عن هذه الطريقة الشيخان وأبو عبدالله في أحد قوليه لأنهم جعلوا السهو ضدا للعلم، وجعلوا أحدنا قادرا على العلم دون السهو وأجازوا أن يكون القادر قادرا على الشيء دون جنس ضده.

قوله: إذا كان له ضد يحترز مما لاضد له كالتأليف والصوت والاعتماد فإن القادر على ما هذه حاله لايقدر على جنس ضده إذ لاضد له في العين ولا في الجنس.

وأما النكتة الثالثة: فالموجب لقوله على جنس ضده وكونه لم يقل على عين ضده أن عين الضد قد يكون مقدورا لقادر آخر فلا يصح قدره هذا عليه لاستحالة مقدور بين قادرين عندهم، مثاله: أن يوجد أحدنا كونا للجوهر في جهة ثم يأتي الآخر فينقله من تلك الجهة ففاعل الكون الأول لم يكن قادراص على ضده بل القادر عليه الذي أوجده ولكن فاعل الأول يقدر على مثل الكون الذي نفاه مطلقا وهو جنس ضد له.

فإن قيل: قد يكون القادر على الشيء قادرا على عين ضده وإن لم يطرد فكان الأولى أن يقول على عين ضده أو جنس ضده.

قلنا: لو قال كذلك أوهم أن قدرته على جنس الضد بدلا عن قدرته على عين الضد وأنه إذا كان قادراص على عين الضد لم يكن قادرا على جنس الضد وليس كذلك فإنه قادر على جنس الضد مطلقا سواء قدر على عين ضده أو لا.

Page 150