[12.3]
فبقا الفتى حتى جن اليل اخذ السكين بيده وخرج في ظلام اليل واليل قد ارخا استاره فما زال يمشى في ازقة المدينة حتى وصل الى قصر المامون فقصد الى الباب فوجده مفتوحا والحراس نيام فقال في نفسه: في هذه الليلة اما استغنى واما نموت.
ثم انه دخل على باب القصر وبقي يسير من فصيل الى فصيل حتى انفتح له الضيا عن مجالس مرتفعات وبين المجالس بستان مليح قد غرست فيه جميع الاثمار وفي وسط البستان ناعورة فلكية قد صنعت من العود الرطب مصفحة بالذهب الوهاج ترفع الماء على اعلاها وتصبه في اسفلها كما قال الشاعر:
ومدارة بكأت فمثلي تبكي
مثل مدامع العشاق
تبح الانين كانها مفجوعة
بحبيبها او رايع الفراق
قال: والبستان قد دارت به قباب الصندل وعلى اعلى البستان شبايك من حديد والطير يتسرح بين الاشجار.
وهنا ادرك شهرزاد الصبح فسكتت عن الكلام.
12.2 الليلة الواحدة والخمسون
[12.4]
قال فهراس الفيلسوفي:
Unknown page