Methods of Inviting Sinners
أساليب دعوة العصاة
Publisher
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
Edition Number
السنة السادسة والثلاثون
Publication Year
العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ
Genres
وإما أن يكون توقع أمر مستقبل فهو يحدث الهم وكلاهما من العجز “١.
والحديث المشار إليه رواه أنس ﵁ مرفوعا وهذا نصه: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال" ولفظ مسلم " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات" ٢.
والخلاصة أن سبب المعصية ضعف الإيمان الذي يولد العجز عن الطاعات وفي حديث شداد بن أوس ﵁ عن النبي ﷺ: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله” ٣.
- ومما يقوي الإيمان: تدبر آيات الله الكونية والقرآنية أما الكونية فأكثر من يحاط بها، وما من لمحة بصر إلا ولله فيها آية تدل على أنه لا إله إلا هو.
وأما الآيات القرآنية فكثيرة أيضا، منها قوله تعالى: ﴿مَا يَلفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:١٨] إن تدبر هذه الآيات يغرس في النفس الخوف من الجبار ومن شديد عذابه وأليم عقابه. ولنتدبر قليلا هذه الآية الشريفة التي تقرر أن الله تعالى يحصي على الناس كل أقوالهم وأفعالهم..
وينبغي أن تتنامى في وجدان المسلم هذه الحقيقة الإيمانية وهي كتابة أعماله وأقواله صغيرها وكبيرها وأن يستحضرها في كل حال، قال ابن تيمية ﵀: “وقد اختلف أهل التفسير هل يكتب جميع أقواله؟ فقال مجاهد وغيره: يكتبان كل شئ حتى أنينه في مرضه. وقال عكرمة لا يكتبان الا ما يؤجر عليه أو يؤزر. والقرآن يدل على أنهما يكتبان الجميع فإنه قال: ﴿مَا يَلفِظُ مِنْ قَوْلٍ﴾
_________
١ زاد المعاد ٢ / ٣٥٨ – ٣٥٩.
٢ متفق عليه: خ: الدعوات (٦٣٦٣)، م: الذكر والدعاء (٢٧٠٦) .
٣ ت: صفة القيامة (٢٤٥٩)، ماجة: الزهد (٤٢٦٠) .
1 / 188