ومن هذا المنطلق قام صحابة رسول الله ﵃ باتباع سنته، والحرص على الدعوة في حياته، وبعد مماته ﷺ؛ ومما ورد عن الرسول ﷺ في فضل صحابته، وأنهم خير الناس، حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ... (الحديث (^١)، وقد أوصى ﷺ باتباع أصحابه ﵃، واتباع سنتهم، كما ورد في حديث العرباض بن سارية قول رسول الله ﷺ: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ «^٢). ولِما لهؤلاء القوم من فضل وتفضيل على من بعدهم، وأمره ﷺ باتباعهم، فإنه دليل على أن منهجهم هو المنهج الصحيح بعد رسول الله ﷺ، فيؤخذ منهم، ويستفاد من طريقتهم، وخصوصًا في مجال الدعوة؛ لأنهم أول من قام بالدعوة بعد الرسول ﷺ ونشرها بين الناس؛ وذلك ما دعا إلى البحث في منهجهم، وطريقة دعوتهم، وتعاملهم مع من يدعون، فمن هذا يمكن الاستفادة من منهجهم الصحيح، وخبراتهم وتجاربهم الناجحة، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن والبدع والانحرافات، والتي شملت كل مجال، ومنها مجال الدعوة إلى الله.