166

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Publisher

دار الرسالة العالمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

بيروت

Genres

وقال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (^١)، وعلمهم أيضًا بأمر الله ﷾ لنبيه ﷺ بالعلم، قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (^٢). فهذا مصعب بن عمير ﵁ تعلم القرآن وأصبح معلمًا له حتى سمي بمقرئ المدينة عندما أرسله الرسول ﷺ إليها، فكان له القبول عندهم، فأذعنوا له واقتنعوا بما جاء به فأسلموا، فكان تكليفه بالدعوة بناءً على علمه بالقرآن. وكم من الصحابة اكتسب العلم من رسول الله ﷺ وبلَّغ ما علمه إلى قومه، كضمام بن ثعلبة وعروة بن مسعود والحارث بن ضرار الخزاعي ﵃. ثانيًا: الذهاب إلى المدعوين وقصدهم بالدعوة: إن من واجبات الداعي أن يذهب إلى المدعو في مكانه ولا ينتظره حتى يأتيه، ففي ذلك إزالة لكثير من الحواجز بين الداعي والمدعو؛ حيث إن المتعارف عليه أن من لديه دعوة أيًا كانت يذهب إلى من يرغب في إيصالها إليه، وقد ذهب الرسول ﷺ إلى المشركين في مجالسهم ونواديهم ومنازلهم، بل إنه خرج من مكة إلى الطائف ليدعوهم، كما ذهب إلى القبائل في الحج والمواسم وعرض عليهم دعوته. وقد ذهب الصحابة إلى المدعوين في أماكنهم في حوادث عدة، سواء في حياة الرسول ﷺ أو بعد وفاته، كذهاب علي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل ﵃ إلى اليمن، وذهاب مصعب إلى المدينة، والعلاء

(^١) سورة الزمر، الآية: ٩. (^٢) سورة طه، الآية: ١١٤.

1 / 175