138

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Publisher

دار الرسالة العالمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

بيروت

Genres

خديجة ﵂ فقال لها: (زملوني زملوني (، ثم أخبرها الخبر، فقالت له: "كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" (^١)، فالأوصاف التي ذكرتها أم المؤمنين خديجة ﵂ جميعها من صنائع المعروف، ومن هذا كان ﷺ قدوة لأصحابه الذين ساروا على نهجه، وقد علم الصحابة ﵃ أن عمل المعروف لا يضيع عند العرب، فأرادوا أن يستخدموه في أمور تخدم الإسلام، وتنجي الناس من النار. ومن ذلك قصة إسلام حويطب بن عبدالعزى على يد أبي ذر ﵄ عندما أمَّنه أبو ذر وأمَّن عياله من القتل يوم الفتح، وبلَّغه منزله، ثم عاد إليه أبو ذر فقال له: حتى متى وإلى متى؟ قد سُبقت في المواطن كلها وفاتك خير كثير، وبقي خير كثير، فَأْتِ رسول الله وأسلِم تسلم، فأسلم حويطب بدعوة أبي ذر. وهنا نجد أن أبا ذر ﵁ قد عمل معروفًا في حويطب بن عبدالعزى ﵁ فكان ذلك سببًا في عرض الإسلام عليه ودعوته له؛ لأن المدعو هنا لديه إحساس أن عليه أن يستمع إلى الداعي ردًا للجميل، فاستشعر أبو ذر ﵁ ذلك فدعا حويطبًا إلى الإسلام مما كان له أثر في الاستجابة.

(^١) صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ وقول الله جل ذكره: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾، رقم ٣، ص ١.

1 / 147