136

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Publisher

دار الرسالة العالمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

بيروت

Genres

جـ) ثقة المدعو بالداعي: الثقة سبب للاطمئنان والراحة تجاه الموثوق به، وثقة المدعو بالداعي تعطي الداعي مبررًا لعرض دعوته على من يدعو، ومن المفروض على الداعي أن يكون ثقة عند الناس حتى يقبلوا منه إذا عرض عليهم الدعوة، فعندما يعلم الداعي مدى ثقة المدعوين فيه فإن ذلك يكون دافعًا لدعوتهم، وتوظيفه لهذه الثقة يكون في محله، فهو يدعوهم لما فيه خير لهم وله، فليس هناك أفضل ولا أحسن من دخول الشخص في الإسلام، ففيه صلاح دنياه وحاله وصلاح آخرته ومآله. وقد قامت أم حكيم بدعوة زوجها عكرمة بن أبي جهل ﵄ وذلك عندما فر من رسول الله ﷺ يوم الفتح فاستأمنت له رسول الله وكان قد أمر بقتله فلحقت بعكرمة وقد ركب السفينة فجعلت تلح عليه وتقول: يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس فلا تهلك نفسك، وقد استأمنت لك محمدًا رسول الله ﷺ فقال: أنتِ فعلتِ؟ قالت: نعم، أنا كلمته فأمنك، فرجع معها. فثقة عكرمة ﵁ بزوجته أم حكيم جعلته يستجيب لها، فقوله لها: أنتِ فعلتِ؟ دليل على أنه لو كان غيرها لكان أمر آخر، أما هي فهي ثقة وقولها ثقة أحسَّ به المدعو بالأمان. وفي دعوة الوليد بن الوليد أخاه خالد بن الوليد ﵄ وذلك عندما دخل الرسول ﷺ مكة في عمرة القضية وكان الوليد معه فبحث عن خالد ولم يجده، فكتب له كتابًا فيه:

1 / 145