190

Minhāj al-muḥaddithīn fī al-qarn al-awwal al-hijrī wa-ḥattā ʿaṣrina al-ḥāḍir

منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر

Publisher

الهيئة المصرية العامة للكتاب

Edition

-

Genres

دور أم المؤمنين سودة بنت زمعة ﵂:
- ترجمتها وفضلها ﵂:
هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية١، وهي أول مَن تزوج بها النبي ﷺ بعد خديجة ﵂ وانفردت به نحو ثلاث سنين أو أكثر حتى تزوج عائشة ﵂.
وكانت أولًا عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو العامري، كانت سيدة جليلة نبيلة، وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله ﷺ وكانت قد فركت٢، كانت عائشة تتمنى أن لو كانت على طريقتها؛ إذ تقول: "ما رأيت امرأة أحب إليَّ أن أكون في مسلاخها من سودة"٣.
وكان النبي ﷺ تزوج سودة في رمضان سنة عشر من النبوة، وهاجر بها، وماتت بالمدينة سنة أربع وخمسين على رأي٤، وعلى رأي توفيت زمن عمر٥.
- تلاميذها ومروياتها ﵂:
حدَّث عن سودة ﵂ ابن عباس، ويحيى بن عبد الله الأنصاري، وغيرهما، ولها خمسة أحاديث -فقط- حسب ما جمعه بقي بن مخلد٦، ولها حديثان في الكتب الستة٧، لم يُروَ لها إلا حديث واحد في البخاري، وهو في الذبائح.

١ راجع ترجمتها في سير أعلام النبلاء "٢/ ٢٦٥"، الإصابة، ابن حجر "٤/ ٣٣٠".
٢ صحيح البخاري "٣/ ٣٩١" كتاب النكاح، باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها "٥٢١٢" عن عائشة، وفركت وامرأة فروك: أي لا أرب لها في الرجال، انظر أساس البلاغة "ص٣٤٠".
٣ صحيح مسلم "٢/ ١٠٨٩" كتاب الرضاع، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها، عن عائشة، وقولها: "مسلاخها" كأنها تمنت ان تكون في مثل هديها وطريقتها، والمسلخ، الجلد، حديث رقم "١٤٦٣".
٤ الطبقات لابن سعد "٨/ ٥٣".
٥ التاريخ الصغير، البخاري "ص٥٣"، دار الكتب العلمية، بيروت.
٦ تلقيح الفهوم "٣٧١"، وجوامع السيرة "١٤٣".
٧ تحفة الأشراف "١١/ ١٤٥".

1 / 203