Mawt Yazur Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genres
قال ألفيستون: «ليس لدي قضايا تتطلب حضوري الشخصي لثمانية أيام أخرى، ويمكن لشريكي المتمرس أن يتولى إدارة الأمور الروتينية بسلاسة حتى ذلك الحين.» «إذن سأكون ممتنا لمشورتك حين تجد أنه من الملائم إسداؤها. إن المحامين الذين يتعاملون مع منزل بيمبرلي يشتغلون معظم الوقت بالأمور المنزلية، وتأتي الوصايا في المقام الأول، وبعد ذلك شراء الأملاك وبيعها، والنزاعات المحلية وعلى حد علمي فإنهم يتمتعون بمعرفة قليلة بأمور جرائم القتل إن وجدت، ومن المؤكد أنها لم تكن في بيمبرلي. وقد أرسلت إليهم بالفعل لأخبرهم بما حدث، وسأرسل إليهم الآن بريدا سريعا آخر لأطلعهم على مشاركتك في الأمر. وينبغي علي أن أنبهك إلى أن السير سيلوين هاردكاسل لن يكون متعاونا. إنه قاض متمرس وعادل، ويهتم اهتماما بالغا بالعملية التحقيقية التي يترك أمرها في الغالب إلى ضباط القرية، كما أنه حريص على ألا ينتهك أحد سلطاته.»
ولم يقدم الكولونيل أي تعليق آخر.
وقال ألفيستون: «سيكون من المفيد - أو على الأقل أجد الأمر كذلك - لو أننا ناقشنا في البداية رد الفعل المبدئي على الجريمة، خصوصا فيما يتعلق باعتراف المتهم الظاهر. هل نرى أن تأكيد ويكهام على الأمر يعني أنه لو لم يتشاجر مع صديقه، لما خرج ديني من العربة قط ليلقى حتفه؟ أم أنه لحق بديني بنية قتله؟ المسألة هنا تتعلق بشخصية ويكهام بصورة كبيرة. وأنا لم أعرف السيد ويكهام قط، لكنني أدرك أنه ابن مدير أعمال والدك الراحل وأنك كنت على معرفة وثيقة به في صباكما. فهل ترى يا سيدي كما يرى الكولونيل أنه قادر على فعل شيء كهذا؟»
نظر ألفيستون إلى دارسي، وبعد أن تردد لحظة أجابه قائلا: «قبل زواجه بالأخت الصغرى لزوجتي لم نتقابل إلا نادرا لسنوات طويلة، وبعد زواجه منها لم نتقابل قط. في الماضي كنت أجده ناكرا للجميل وحقودا وغير أمين ومخادعا. وهو يتمتع بوجه مليح، وأسلوبه مقبول في المجتمع، خاصة مع النساء، الأمر الذي يضمن له الاستحسان العام، ومسألة استمرار هذه المحاسن مع المعارف الشخصية الطويلة هي مسألة مختلفة، لكنني لم أر من قبل أنه يتسم بالعنف، ولم أسمع أنه مذنب بتهمة العنف. إن تصرفاته من النوع الفظ، وأفضل ألا أتحدث عنها، لكننا جميعا لدينا القدرة على التغير. كل ما يمكنني أن أقوله هو أنني لا أستطيع أن أصدق أن ويكهام الذي كنت أعرفه من قبل - بالرغم من عيوبه - قادر على أن يرتكب جريمة قتل شنيعة لصديق ورفيق قديم له. في رأيي أنه رجل يفضل الإحجام عن العنف ويحاول تجنبه متى أمكنه ذلك.»
قال الكولونيل فيتزويليام: «كان ويكهام يواجه المتمردين في أيرلندا ويعترف الكثيرون بشجاعته. وينبغي علينا أن نعترف له بشجاعته.»
فقال ألفيستون: «لا شك أن المرء حين يوضع أمام خيارين إما أن يقتل وإما أن يقتل فإنه لن يظهر أي رحمة. وأنا لا أقصد أن أنتقص من شجاعته، لكن يمكن للحرب وللتعرض المباشر للمعارك بالطبع أن يفسد حساسية أي رجل، حتى ولو كان مسالما، بحيث يصبح أقل مقتا للعنف؟ ألا ينبغي علينا أن نضع في اعتبارنا هذه الاحتمالية؟»
ورأى دارسي أن الكولونيل كان يواجه صعوبة في السيطرة على انفعاله. حيث قال: «لا يفسد المرء من أداء واجبه تجاه ملكه ووطنه . ولو كان لديك أي تجربة عن الحرب أيها الشاب فأقترح أن تكون أقل استخفافا بردة فعلك تجاه الأفعال التي تتسم بالشجاعة الاستثنائية.»
فكر دارسي أنه من الأفضل أن يتدخل. فقال: «لقد قرأت بعض الشهادات عن التمرد الأيرلندي في عام 1798 في الصحف، لكنها كانت موجزة ومقتضبة. لا شك أنني فوت بعض التقارير. ألم يكن ذلك حين أصيب ويكهام وحصل على ميدالية؟ ما الدور الذي لعبه بالتحديد؟» «كان مشاركا - مثلي - في معركة يوم 21 يونيو في إنيسكورثي حين هاجمنا التل ودفعنا المتمردين إلى التراجع. ثم في يوم الثامن من شهر أغسطس، هبط الجنرال جين هامبرت بألف جندي فرنسي، وزحف بهم جنوبا نحو كاسلبار. وحث الجنرال الفرنسي حلفاءه المتمردين على تدشين ما سميت بجمهورية كونوت، وفي يوم السابع والعشرين من شهر أغسطس زحف نحو بحيرة جينرال ليك في كاسلبار، وكانت تلك هزيمة نكراء للجيش الإنجليزي. حينها طلب اللورد كورنواليس التعزيزات. وحافظ كورنواليس على قواته بين المغيرين الفرنسيين ودبلن، فحاصر هامبرت بين بحيرة جينرال ليك وقواته. وكانت تلك نهاية الفرنسيين. وهاجم الفرسان الإنجليز جناح الجيش الأيرلندي والخطوط الفرنسية، وهنا استسلم هامبرت. وقد شارك ويكهام في ذلك الهجوم، وكان مشاركا في جمع المتمردين وتفكيك جمهورية كونوت. وكان ذلك العمل عنيفا حيث كان يتم اصطياد المتمردين ومعاقبتهم.»
كان من الواضح لدارسي أن الكولونيل قص هذه القصة المفصلة من قبل مرات كثيرة، وكان يسر كثيرا بفعل هذا.
قال ألفيستون: «وكان جورج ويكهام جزءا من ذلك؟ نحن نعرف ما تم أثناء إخماد التمرد. ألا يعد هذا كافيا لأن يعتاد الرجل على العنف إن لم يكتسب العنف كسمة شخصية؟ ففي النهاية، ما نحاول فعله هنا هو الوصول إلى بعض الاستنتاجات حول نوع الشخصية التي اكتسبها جورج ويكهام.»
Unknown page