Mawsucat Misr Qadima
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Genres
وقد استقينا معلوماتنا عن طرق الزراعة في مصر في عهد الدولة القديمة من مقابر عظماء القوم، والنقوش التي وجدت على جدران الطرق الجنازية لملوك الأسرة الخامسة والسادسة، وأهمها منطقة أهرام الجيزة وسقارة وميدوم وكذلك مقابر أمراء أسوان من الأسرتين الخامسة والسادسة.
وطرق الزراعة في مصر في عهد الدولة القديمة لا تختلف كثيرا عن باقي ممالك العالم، وبخاصة في بذر الأرض.
وكان المصري حسب ملاحظاته الشخصية، وما تقتضيه طبيعة كل نبات يقسم السنة الزراعية ثلاثة أقسام متساوية تقابل ثلاث مراحل مختلفة في زراعة الأرض؛ فالفصل الأول وهو الشتاء عنده يبتدئ من أواسط أكتوبر إلى بداية فبراير وهو بذر الأرض وزراعتها ويسمى بالمصرية «برت» (أي الخروج) أي ظهور الأرض من تحت ماء الفيضان، ثم من فبراير إلى يونيو وهو فصل الحصاد ويسمى بالمصرية «شمو» (أي الصيف)، ثم فصل الفيضان ويسمى بالمصرية «أخت» وذلك من منتصف يونيو إلى منتصف أكتوبر. والفلاح المصري الحالي لا يزال محافظا على حساب مواقيت زراعته بالأشهر المصرية القديمة التي كان يستعملها أجداده منذ أقدم العهود، وهي المعروفة الآن بالأشهر القبطية؛ ففي وقت الانقلاب الشتوي يبدأ زراعته الشتوية وهي الشعير والقمح، ثم يحصد محصوله بعد ذلك في شهري مايو ويونيو ثم يزرع بعد ذلك الذرة، وقبل حلول الانقلاب بشهر يزرع الصيفي (الذرة العويجة).
وكان الفلاح يستعمل الفأس في عزق أرضه، والمحراث في شقها والشادوف في ريها. والظاهر أن الشادوف استعمل عند قدماء المصريين منذ عصر بداية التاريخ كما يدل على ذلك رسم في مقبرة في هراكنبوليس،
100
وكذلك عثر «ولكنسون»
101
على رسوم للشادوف في الآثار المصرية القديمة. أما الساقية فلم يعثر لها على رسم، ولكن من المحتمل أنها كانت تستعمل منذ العصر الإغريقي الروماني، ويظن العالم «دارسي» أنه رأى ساقية عندما كان ينظف بئرا في الدير البحري.
102
أما النورج فلم يستعمله قدماء المصريين في درس الغلال واستعاضوا عنه بأرجل الماشية كما هي الحال الآن في النوبة وبعض جهات السودان ومصر والواحات.
Unknown page