34

Min maʿārik al-Islām al-fāṣila = Mawsūʿat al-ghazawāt al-kubrá

من معارك الإسلام الفاصلة = موسوعة الغزوات الكبرى

Publisher

المكتبة السلفية

Edition Number

الثالثة،١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م بعض الأجزاء تختلف

Publication Year

ينظر بداية كل جزء

Publisher Location

القاهرة

Genres

فشل خطة المساومة
فلما انتهى عتبة بني ربيعة حديثه، قال له رسول الله ﷺ: أقد فرغت يا أبا الوليد؟؟ قال .. نعم قال ﷺ فاسمع مني، قال: أَفعل، فقال النبي ﷺ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ (١)، ثم مضى ﷺ في تلاوة آيات هذه السورة. وعتبة يستمع إليه منصتًا وقد أَلقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما، ولما وصل النبي ﷺ إلى السجدة منها قطع التلاوة ثم سجد لله تعالى، وبعدها قال لزعيم قريش ومندوبها (عتبة بن ربيعة) .. قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك، وكان النبي ﷺ يعني أن جواب قريش على عروضها واقتراحاتها التي حملها عتبة هو ما سمعه عتبة من الآيات القرآنية التي تلاها عليه من سورة السجدة.
ولقد دهہش عتبة لبلاغة وروعة ما سمع حتى لقد ارتج عليه فلم يرد على النبي ﷺ بكلمة واحدة، بل بمجرد انتهاء الرسول ﷺ من تلاوة الآيات البينات على مسامع عتبة، انصرف هذا مأخوذًا إلى قومه، وقد تغيير رأيه في النبي ﷺ وتبدل موقفه من دعوته تبدلًا جذريًا.
وقد عرف زعماءُ مكة هذا التغير والتبدل في وجه عتبة لما أقبل عليهم، فقال بعضهم (بعد أن رأَى عتبة قادمًا): نحلف بالله، لقد جاءَكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به.

(١) سورة فصلت: آية ١ - ٣.

1 / 36