على ترسيخ الاستعمار الفكري في بلادهم، لم يصنعوا شيئًا أكثر من إخراج الاستعمار من باب ضيق، وإدخاله بمحض إرادتهم من باب فسيح.
نطرد الاستعمار ثم نترجم قوانينه ونعمل بها نصًّا وروحًا، فنشيع في بلادنا فجور القانون ... !
ونتخلص من الاستعمار ثم نستورد مبادئه ونطبقها حرفيًّا.
فنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ونحارب الاستعمار ثم نستورد منه التحلل الخلقي، فنفسد جيلنا الصاعد ونشيع بينهم الفاحشة والمنكر! عقوبة السارق في الإسلام قطع اليد، فيقول عن ذلك الجهلاء منا: أن ذلك رجعية، وهذا همجية وهو لا يتفق مع روح القرن العشرين! !
وعقوبة السارق في أعظم دول الاشتراكية الإعدام، فيقول عن ذلك الجهلاء منا: هذه تقدمية، وهذه مثالية، وهذا يتفق مع روح القرن العشرين! !
فلمصلحة من هذا التهافت الذليل؟؟ ! ! وأَي استعمار فكري شنيع نعاني؟؟ ! !
أن الذين يدّعون بأن السلوك السياسي لا علاقة له بالسلوك الشخصي التزامًا بالمبادئ الخلقية الرفيعة، واهمون كل الوهم أو أغبياء كل الغباوة أو عملاء كل العمالة.
والذين يريدون إشاعة الفحشاء والتخنث في أبنائنا لا يخدمون غير الاستعمار وإسرائيل.
إن عقيدتنا المستمدة من رسالة السماء، وتاريخنا الذي هو التطبيق العملي لتعاليم الإسلام، ورجالنا الذين هم الترجمة العملية لروح