Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah

Abdul Rahman bin Saleh Al Mahmoud d. Unknown
113

Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah

موقف ابن تيمية من الأشاعرة

Publisher

مكتبة الرشد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م

Publisher Location

الرياض

Genres

رابعا: ولما جاء عهد المماليك واصلوا حربهم للصليبيين والباطنيين وخاصة بعد القضاء على حصونهم في بلاد فارس الذي تم على يد هولاكو. فالظاهر بيبرس قضى عليهم- حصنا بعد الآخر- سنة ٦٧٠ هـ، وكانوا قبل ذلك يدفعون له الجزية وكان مسيطرا عليهم يعزل وينصب من يريد من زعمائهم، يقول المقريزي في حوادث سنة ٦٧١ هـ " وفي ثاني عشر ذي الحجة استولى السلطان على بقية حصون الدعوة الاسماعيلية وهي المينقة والقدموس والكهف، وأقيمت هناك الجمعة وترضى عن الصحابة بها، وعفيت المنكرات منها، وأظهرت شرائع الإسلام وشعائره " (١) . لكن هل انتهى دور الباطنين في بلاد الشام (٢) بالقضاء على الاسماعيلية (٣)؟ لقد بقى من طوائفهم طائفتان كان لهم نفوذ في ذلك الوقت، واستمر نفوذهم في بلاد الشام إلى العصر الحاضر. وهما: أ- النصيرية: وهؤلاء سموا بذلك نسبة إلى محمد بن نصير النميرى (٤) الذي عاش في القرن الثالث زمن الأئمة الثلاثة الأخيرين من أئمة الشيعة الاثنى عشرية، وزعم أنه الباب للإمام الحادي عشر " الحسن العسكري " وأنكر إمامة المهدي الثاني عشر، وبذلك انفصل عن الاثنى عشرية، وللنصيرية عقائد غالية مشهورة أهمها تأليه علي ابن أبي طالب- ﵁ وفي عهد المما ليك كانوا يسكنون السواحل الشامية، وبعض الجبال في الكسروان وغيره، وكانوا موالين أتم الموالاة للنصارى وللتتار، وقد حرص الظاهر بيبرس على القضاء عليهم عن طريق إلزامهم ببناء المساجد

(١) السلوك (١/٦٠٨)، وانظر الروض الزاهر (ص: ٤١٣)، والمختصر لأبي الفداء (٧/٤١) . (٢) أما في غير بلاد الشام فلا تزال الاسماعيلية باقية إلى اليوم كطائفة مستقلة. (٣) المطلع على رحلة ابن بطوطة (١/٩٣)، حين زار الشام سنة ٧٢٧ هـ يرى أنه يشير إلى قلاع الإسماعيلية والفداوية ويقول أنهم سهام الناصر قلاوون يصيب بهم أعداءه وعلى هذا الأساس يكرن الظاهر إنما قضى عليهم سياسيا، بحيث لم يصبع لهم دور مستقل. (٤) وبعضهم ينسبهم إلى نصير غلام- رضى الله عنهـ.

1 / 119